لَقَدْ دَقَّ رِجَالُ اَلشَّمْسِ اَلْخَزَّانَ؛ لَكِنَّ اَلدّقَّةَ كَانَتْ أَضْعَفَ مِنْ أَنْ يَسْمَعَهَا اَلْآخَرُونَ، فَالْأَلَمُ لَا يَسْمَعُهُ اَلْمُبْتَهِجُونَ وَالرَّاقِصَةُ كَوْكَب، دَقُّوا بِكُلِّ قُوَّتِهِمْ؛ وَهُمْ يَبْحَثُونَ عَنْ عِيشَةٍ كَرِيمَةٍ لَكِنَّ اَلِاخْتِنَاقَ كَانَ جَزَاؤُهُمْ بَعْد حَيَاةٍ بِدُونِ هوِيَّةٍ. فاَلدّقَّةُ كَانَتْ كَنَاقُوسٍ لِيَسْتَفِيقَ كُلّ عَرَبِيٍّ وَيَأْخُذ بِأَيْدِيهِمْ، لِكَيْ نَفْتَحَ مَعًا بَابَ اَلصِّهْرِيجِ اَلَّذِي أغْلقَ عَلَيْهِمْ بِإِحْكَامٍ، لِأَنَّنَا كَالْجَسَدِ اَلْوَاحِدِ. وَالدّقَّةُ كَانَتْ أَيْضًا كَصَعْقَةٍ كَهْرَبَائِيَّةٍ لَا يُحِسُّ بهَا إِلَّا مَنْ لَهُ قَلْبٌ نَابِضٌ بِدِمَاءٍ حُرَّةٍ. وَلِعِلْمِكُم اَلدّقَّةُ لَمْ تَكُنْ وَاحِدَةً؛ بَلْ ثَلَاث، نَحْنُ اَلَّذِينَ لَمْ نَسْمَعْ دقَّتَهُمْ اَلَّتِي تَكَاد تَكُونُ كَالنَّفْخِ فِي اَلصُّوَرِ اَلَّذِي تَنْهَضُ لَهُ اَلْجُثَثُ اَلمَيِّتَة.
رابط مختصر :https://palfcul.org/?p=14275