20 October, 2025

حكاية ألاء الشهيدة .. الشاعر محمد رباح

ألاء الشهيدة … ولدت لام أربعينية واب خمسيني كانت ولادة عسرة جدا كانت أقرب للموت قبل خروجها من رحم امها ولكن الله أراد لها الحياة في حضانة الأطفال وعيون الأطباء تتكلم قبل السنتهم عوضكم الله خيرا في كل يوم تذهب الام للاطمئنان عليها ولكن الله أحيى عظاما وهي رميم لتعيش الاء وتكون آخر العنقود في أسرة كثيرة الأفراد عاشت الأسرة قصة اغتراب من بلد لبلد حتى رست بها السفينة في غزة.

عاشت الاء طفولة آمنة هادئة مدللة بين أبوين حنونين مربيين وأخوة واخوات اشد حبا وحنانا لكن أبي الحزن الا أن يطرق باب قلبها وهي ابنة عشر سنوات ففي عام 2014 استشهد احب اخوانها لقلبها رمضان

كان رمضان الراعي الإيماني لها الحافظ لكتاب الله المحفظ الورع النقي التقي وكما تمنى وسأل الله استجاب له ربه أن يرتقي صائما مصليا مرابطا وكانت الصدمة كبيرة على قلبها الصغير فتعبت و مرضت وظلت تعاني لكنها ما استسلمت ولا ضعفت ولايئست و حملت بين جنباتها طموح كبير وترعرعت في بيوت الله تلاوة للقرآن وحفظا وتأهيل للسند.

كانت الاء شخصية رقيقة هادئة شفافة متفاعلة يحبها كل من يتعامل معها تحب الجميع صادقة المشاعر نقية الباطن واجتهدت وأتمت الثانوية العامة وكان حلمها دوما ان تكون نموذجا إعلاميا مميزا توصل رسالة غزة للعالم وتنصر الحق بالصوت والصورة وتوثق الجريمة وفعلا دخلت التخصص الجامعي الذي تمنت وكانت قد استعدت مسبقا بدورات ودبلومات لهذا التخصص الذي تحب وكالفراشة تطير بين قاعات المحاضرات تحمل حلما وأملا وطموحا وعملا لكن أبي صاروخ الغدر الإسرائيلي لها أن تحقق أملها المنشود فباغتها فجأة وبعثر الكتب ودمر البيت والكاميرا وحطم الطموح وترك في قلوب الأهل والاحباب تنهشها الجروح وصعدت الروح إلى ربها لتعيش النعيم المقيم بتاريخ ١٨ نوفمبر عام ٢٠٢٣ .

الحزن اجتاح العائلة ونزفت العيون دموعها لكن الله سبحانه وتعالى يرسل لطفه وهداياه على عباده في اليوم الأول من أبريل لعام ٢٠٢٤ أشرقت حارات غزة بالاء الصغيرة ابن أحمد أخ الشهيدة والذي أسماها تيمنا باسم عمتها على أمل أن تعيش حياتها وتحقق أحلامها رغم غدر العدو وصواريخه

Font Resize