جاءَ الأحدُ
وطلّابي عادوا للحصةِ
لم يتغيّبْ منهم أحدُ
لم يُقصَفْ بيتٌ فوقَ رؤوسِ عوائلِهِ
لم تتكوّمْ أشلاءٌ من دونِ ملامحْ
لم يصرخْ طفلٌ يتفقّدُ قدميهِ وحقيبتَهُ
عادوا قبل قليلٍ
قطعوا الشارعَ،،
كالريحِ الناعمِ
دونَ ممرٍّ آمنْ،،
دونَ رصاصٍ يصطادُ جماجمَهم،،
دونَ نزوحٍ لمواصي البحرِ
أو لجنوبٍ يُثقلهم بحكايا الخيمةِ والقهرِ
*
طلّابي،، وقفوا
في طابورِ المدرسةِ صباحًا،
ليسَ كطابورِ الماءِ أو الخبز
ليسَ كطابورِ الحلّابة،
رفعوا أيديَهم، لا تحملُ راياتٍ بيضاءْ،
تهتفُ للغيمِ وللحلمِ،، وللأضواءْ
لم يرعبْهم أيُّ أزيزٍ أو قصفِ
وساروا للصفِّ
بلا آنيةٍ فارغةٍ تحلمُ بحساءٍ من تكيةِ خيرٍ
أعطتهم أملًا بالشبعِ لبعضِ الوقتِ،،
*
في وقتِ الرَّاحةِ، قربَ النَّافذةِ الخلفيَّةِ..
لم ألمحْ أمًّا تطهو لعمومتِها الخمسين،،
إذ نزحوا في هذا الفصلِ،،
وكسروا كلَّ مقاعدِهِ الخشبيةِ
حطبًا للنارِ،،
لم أبصرْ أيَّ ملابسَ نشرتْها الفتياتُ على الأسوارِ،،
لم ألمح أيّ قنابل ضوئية،،
تُلقى في رعبِ المشهد..
ليسَ هنالكَ آلافٌ في الساحةِ يحترقونَ منَ الوقتِ المنتظرِ على أملِ،،
ليسَ هنالكَ جثثٌ متحلّلةٌ تُكتشفُ حوالي السورِ المقصوفِ على مهلِ
ليسَ هنالكَ تجريفٌ ومدافعُ ونداءاتْ
ليسَ هنالكَ علبٌ فارغةٌ وصناديقُ معوناتْ
أغطيةٌ،، فرشاتٌ،، وخيامٌ ملأى بالدمِّ،، وبالقصصِ المرعوبة!!
ليس هناك سوى مدرسةٍ لم تشهد حربًا أو إيواءً لعوائل منكوبة!!
ليس هناك سوى طلّابي،، أحبابي..
من وعدوني أن يجتمعوا يوم الأحدِ
لم يحضرْ منهم أحدٌ،،
لكن أيضًا،، لم يتغيّب منهم أحدُ!!!
رابط مختصر:https://palfcul.org/?p=13205