لم يَصِر مَيِتًا لنبكي عليهِ
ويجري الدمع في الخدود غزيرا .
إنَ يحي عند مولاه حي
ولهُ الرزق والعطاءُ وفيرا .
وعلى إثرهِ يظلُ رجالاً
يتأسُوا بِهِ طوداً كبيرا .
وهو لم يغِبْ عن القوم رمزاً
وخلفهُ قد ترك عَزمَ أمورا .
بل رأوا فيهِ مُبتفى كُل عين
ورضاء العيون يحي جسُورا .
جعل “الشوك والقُرنْفِلْ” كتابًا
وجاء فيهِ بما ترومُ سُطُورا .
سجنوه عشرون عامًا وظنوا
أن يحي قد يصير كسيرا .
غير أنَ العظيم شأنًا وقدرا
صار أسمى بما أتَاهُ قديرا .
شَبَبَ النار على العدو واذكى
على اللقيط الخسيس حرِ سعيرا .
وكان طوفانهُ الغُضُوب جحيمًا
وعلى خصمهِ عذابًا كثيرا .
ولهُ الفخر بالذي ليس يُنسى
وكل كفٍ إليه صار مُشيرا .
إنَ يحي مِنْ أولي العزم حَقًا
وربُ شأنَُ مُعَظَمَُ وشَهيرا .
ومثلهُ لم يكُ كما أي غِمرٍ
وهو بالذي يليقُ جديرا .
أنجبتهُ ثرى فلسطين بَاراً
ومِنْ القوم والرجال وقُورا .
مَاتَ حُراً مُقبلاً غير مُدبر
ونَزَا في الوغى ليثًا هَصُورا .
كُل فخرٍ بمثلِ يحي قليلا
وقليلَُ عليهِ أني فَخُورا .
فليكُنْ هَانِئًا بجناتِ عَدنٍ
ولهُ حيث صَارَ فيها سرورا .
رابط مختصر :https://palfcul.org/?p=13539