24 March, 2025

ما عدنا نبكيك أمّنا – بقلم جليلة بالفالح

يسألونني عنك

ماذا عساي أكتب؟

عن طوفان الألم أو الحزن

عن عدد الجرحى أو الموتى

عن دمار المبنى أو انهياره

لا شيء ينقل الحدث

ما عاد للقصيد معنى

****

عناوين نحن بصفحة الحياة

قد نُكتب بالبنط العريض للحظات

ويُثنى علينا في المجلدات

لكن أرواحنا تأبى الركود للممات.

****

مَسائي يُحتضر

كُلَّما تاه في أرضٍ

غير أرضك

صَباحي يُعتصر

كُلّما شَاح عن قِبلةٍ

غير المقدس.

قلبي الذي طمسته عذراء

في بؤبؤ العين ورحلت

يجوب بقاع الدنيا وينوح

هل من عرب!

مددت يدي للغبار أنفضه

فلعقت دماء الأشلاء والقبل

إلهي كم تعب هذا المسكين

وفي هواك يستكين

إلهي كم قلوب طافت

وبالعليين تُوّجت

إلهي قلت ووعدك حقّ

أنّ النصر آت

ما عُدنا نَبكيكِ أُمّنا

فنواة القلب هرئت 

يكفيكِ وجوها مخضّبة

طافت بالفردوس الأعلى

يكفيك رؤوسا دُسّت

في مزبلة التاريخ دسّا

يكفيك حروف الهجاء

عجزا عن اللغة انفصلت

ما عُدنا نبكيك

ولكنّنا نفديك

” ‏وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا، فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا”

+++++++++++++++++++++++++++++++

ظلّوا لربّكم

إذا سألُوكَ عنّي، لا تَكتَرِثْ

ثمّ إذا ما ضَجَّتْ القنواتُ

وامتَلأتْ الشّوارعُ

لا تَتَأمَّلْ…يا بُنيّْ

حسبي أنّني  أسبحُ وحدي

في  لُجِّ البحرِ حُمْرةً  

لا وربُّك

هنا وهناك، تَلمعُ

تِيْجَانُ الرّحمانِ

ابنتي التي تأثرتْ بحكايا

المعلّماتِ وأناشيدَ المدارسِ اليوميّةِ

تسألني كلّ يومٍ:

هل انتهت الحرب 

فأصرخ بصمت داخلي

يشبه ظلال الخرائط العربيّة

يمقت ألقابا حريريّة

شظايا أرواح بشريّة

ظلوا لربّكم

فالأرض ولاّدة

والسّماء مدرار

ظلوا لربّكم

فلا نفع من أُمّة

ساقتها الأزلام

ظلوا لربّكم

فالشهادة عنوان

والنصر عَلْوانُ

وما ينطق عن الهوى

ظلوا لربّكم

لا الإغاثات تُجدي نفعا

    ولا اعانك تسدُّ رمقا

https://palfcul.org/?p=13487:رابط مختصر 

Font Resize