لم يُسقط المشط – بقلم سمية سالم الطرابلسي مشاركة ضمن موسوعة “غزة كفاح وجراح”
لم يُسقط المشط .. لكن أشعل النارَ
فزارني من مداد الغيب ما زارا
كأنني حين حل الموت أقظني
وازددتُ من ظلمه عزماً وإصرارا
وأفرغ الله ماسوّاه في خلدي
موساي مَن آثر الرحمن واختارا
وقيّد الله قلبي حين عوّضني
وأنزل الصبر في الأرجاء مدرارا
إني فلسطين .. ما أدراك عن جلدي
قاسمت أيوب أنصابا وأضرارا
خطوى إلى الحق لاريبٌ يخالطه
على الصراط الذي يؤلونه سارا
ياللمساكين .. ظنوا أنهم وصلوا
لايعلمون بمن من ثورهم ثارا
يا نوح ماهذى الدماء .. سفينة
سيلٌ وأغرق إذ جرى من جارا
فيضٌ وسِلنا خلفه غضَبا وما
أقسى التدفق إن تحول نارا
بركان قهرٍ ويكأن حسيسه
حممٌ تُخاطب في الثرى أحجارا
ينصب في أحشائهم خوف كأن
قد شيع الليل اللعين نهارا
حرّاته نطقت فلا جدوى إذا
عودوا عصاةً تائهين حيارى
فالشمس ماتت في أكف صغارنا
يااارب لا تترك بها ديّارا
يارب قاتلهم كما فعلوا بنا
جعلوا بيوتالآمنين .. دمارا
لم يسقط المشط الصغير
كأنه طيرٌ تعلق با الهواء فطارا
كل الوجوم.. على الوجوه .. ملاذه
ربي أتيتك راجياً منهارا
هذه البلاد وكوكب السحر الذي
وكأنه خلف القلوب توارى
دُر ياصغيري بالجنان كأنما
جرمٌ تغنى بالضياء ودارا
ودعتَ دُنيانا بوجهك ليتنا
رمشٌ تبلل بالدموع مرارا
أو رعشة من خوف قدرفّت على
ألواء قلبك يُمنةً ويسارا
الله ياذاك الوميض كأنما
شهدائنا ساروا له أطوارا
يا أيها المحتل مهلا إنما
مهمى كسبت ففي الكتاب خسارا
مهمى برحتُم لن تنالوا راحةً
يامن ولدتم فاجرًا كفارا
نكر البيان وكان في توراته
قد كان في حمل الكتاب حمارا
خان العهود وضل في إعراضه
عبدا جهولا لايمل .. خوارا
هذه الصفحة “الخاطرة النثرية” مخصّصة للمشاركات والمساهمات الأدبية في موسوعة “غزة كفاح وجراح” الواردة إلى بيت فلسطين للثقافة
https://palfcul.org/?p=9699 الرابط المختصر