6 December, 2024

لم يكن مطرًا – بقلم أحمد فوزان

ولا تلك غيوم حُبلى

ولا الأرض عطشى

بل وجه السماء قبيح .

وكسوف أعجز

القمر حياءً

لتنفض عن وجهها

ضباب الحرب

فهناك خيام من

قماش وصفيح .

لا تقي حرا

ولا بردا

ولا مطرا

ولا ريح .

لم يكن مطرا

ولا يستطيع

غسيل أرض

متخمة بدماءنا

فهنا شعب ذبيح .

و لا يمكن للمطرِ فيها

أن ينبِتُ وردةً

لا تبكي

ولا أن يمسحُ

وجنتيِ

طفلٌ جريح .

هذا الوطنُ ينقصهُ شاهد،

فخيامكم أكفان،

ورمال البحر مَساند،

ستجهض الغيوم

وتَسقُطُ أجِنَّتَها موائد،

كي تسقي

الوطن الضريح .

انا صحراءٌ جريد،

فلا دموعُ السماءِ تكفيني ..

أنا وطن شهيد،

وخِيامُكم لا تكفي لِــ تَكْفيني ..

أنا هُنا وحيد،

وإخوتي حولي بعيد،

وعدوي شرفي

يستبيح .

انا الكلُّ واللا شيء،

الضدُّ والحدُّ،

أنا السدُّ والحديد،

وانا في هذا الزمان

الأبكم الأصم فصيح .

أنا المبعد

المنفي الطريد،

أنا العائد

في وجه الريح .

انا غزةُ التي صنعت من

الفتاتِ و الكسورِ،

والأعشارِ والأنصافِ،

والبقايا واحد صحيح.

أنا غزةُ فهل للسماءِ وجهٌ

تواجهني

وتنظر في عيوني ولا تذرف

الدمعُ طوفان

هل تواجهني السماءُ بعودةِ

نوحٍ والمسيح …

فرجاءً لا تكُن مطرًا

ويا سماءُ أقفلي

فشعبُ غزةَ

مُوحِلٌ في أشلاءهِ

فلا تزيديه غرقاً

فهو تحتكِ طريح .

 https://palfcul.org/?p=13542:رابط مختصر 

Font Resize