ولا تلك غيوم حُبلى
ولا الأرض عطشى
بل وجه السماء قبيح .
وكسوف أعجز
القمر حياءً
لتنفض عن وجهها
ضباب الحرب
فهناك خيام من
قماش وصفيح .
لا تقي حرا
ولا بردا
ولا مطرا
ولا ريح .
لم يكن مطرا
ولا يستطيع
غسيل أرض
متخمة بدماءنا
فهنا شعب ذبيح .
و لا يمكن للمطرِ فيها
أن ينبِتُ وردةً
لا تبكي
ولا أن يمسحُ
وجنتيِ
طفلٌ جريح .
هذا الوطنُ ينقصهُ شاهد،
فخيامكم أكفان،
ورمال البحر مَساند،
ستجهض الغيوم
وتَسقُطُ أجِنَّتَها موائد،
كي تسقي
الوطن الضريح .
انا صحراءٌ جريد،
فلا دموعُ السماءِ تكفيني ..
أنا وطن شهيد،
وخِيامُكم لا تكفي لِــ تَكْفيني ..
أنا هُنا وحيد،
وإخوتي حولي بعيد،
وعدوي شرفي
يستبيح .
انا الكلُّ واللا شيء،
الضدُّ والحدُّ،
أنا السدُّ والحديد،
وانا في هذا الزمان
الأبكم الأصم فصيح .
أنا المبعد
المنفي الطريد،
أنا العائد
في وجه الريح .
انا غزةُ التي صنعت من
الفتاتِ و الكسورِ،
والأعشارِ والأنصافِ،
والبقايا واحد صحيح.
أنا غزةُ فهل للسماءِ وجهٌ
تواجهني
وتنظر في عيوني ولا تذرف
الدمعُ طوفان
هل تواجهني السماءُ بعودةِ
نوحٍ والمسيح …
فرجاءً لا تكُن مطرًا
ويا سماءُ أقفلي
فشعبُ غزةَ
مُوحِلٌ في أشلاءهِ
فلا تزيديه غرقاً
فهو تحتكِ طريح .
https://palfcul.org/?p=13542:رابط مختصر