للموت مجيءٌ آخر.. – بقلم نادين عز الدين مشاركة ضمن موسوعة “غزة كفاح وجراح”
الغيم المتعقبُِ
رائحة الصراخ
تبَدَّدَ..
والساحة الملآنةُ
تكتظُ بالشواهد
تكتظ بأحذية فرداتها
تحت الركام
تكتظُ بالدموعْ
تكتظُ بالدم يسابقُ الأجساد بالركوعْ..
ساربٌ ليلُ الذهولْ
صوت الرصاص كما وَقْعِ الطبولْ..
في الساحة ترقصُ عارياتٍ
أحزانُنا..
لا جوح يستر..
لا صمت يستر..
لا جوع يستر..
فالحربُ شارعه أبوابها..
تبتلعُ بنهمٍ
حتى الشوارعِ والقلوب
دمىً..
تبحثُ عن من يحتضنها
دمعٌ يفيضُ..
من شقوق المحنةِ
يَبِلُ الترابَ برشةِ دمع..
رشةِ دمٍ..
وحفنةِ وجعٍ يغلفُ
الصوتَ المقهور
صوتٌ يؤثثُ أحداقاً خضراء..
لطفلةٍ نمت فيها زيتونةٌ،
مضرومٌ فيها غربةٌ..
رَوعٌ..
من كل هذي الشرورْ
أصامتٌ هذا الفزع!!
صوتُ الرصاص..
وَقعُ الحجر؟
ما كل هذا الموت؟
من أين يولدُ الانفجارْ؟
وهل للأرض..
لا زال صدرٌ يتسع…؟
لازال رحم الأرض لكل هذا الأُوارْ..
يتسعُ!!
ضجيجٌ أبكمٌ..
لا يفقه الإشارةْ..
حتى الحرف..
جَفَّ في جوف العِبارةْ..
تَنسَّلَ معناه..
حاكَ للموتِ سِوارْ..
ياكُلَّ هذا الموت..
إنا نحبُّ الحياة..
يا كلَّ هذا الموت..
فلتُبقِ لنا المشهد الاخير
لنَرُدَ نحن الاعتبارْ.
هذه الصفحة “الخاطرة النثرية” مخصّصة للمشاركات والمساهمات الأدبية في موسوعة “غزة كفاح وجراح” الواردة إلى بيت فلسطين للثقافة
https://palfcul.org/?p=12034رابط مختصر