لا نبل يكسرني – بقلم هادية السالمي الدجبي مشاركة ضمن موسوعة “غزة كفاح وجراح”
تلك القصيدة تلاعجني
ترتجّ في كأسي أهلّة تبعثرني
همّت بأضلعي، وقد همي لها وجعي
أجنحة يعصرها الشجر
وغيمة ينسجها الغسق
والنار ترقص على جسدي
توقظني من غفوة الصبر وتغرقني
في لغط الماء ، و تذرفني
فوق تضاريس الظلام، ثمّ تنبتني
في لجج الفوضى سعيرا ينفث الشجن
مطاحن الشوق سراديب سراب تترصّدني.
وورق الصفصاف يغمرني
يغرس في حدائقي غراس خنجره.
أستقطر الغيمة ساعة وأنتظر
كالطير في الصريم يبتهل
ينهشه السعال والوهن
لا الرمل يبعثه
ولا حوافر الخيول السمر تبهجه
تلك القصيدة تلاعجني
يغتالني المبهم، حرفها الذي يهيم بالسفر
وفيه دمي يفيض غابات وأخيلة
ويتدفّق جراحات وألسنة
وفيه يعرج ربيع هدهدي ثملا
وأتحسّس مدادي بين أضلعه
فأكتفي كلفا
ينبئني بأنّني نبضه والصحف
وأنّني وجهه، الوجه الذي يصف
وأنّني لونه، اللون الذي به يعطّرني
يصلني نشيجه المرّ وينتثر في جسدي
وجدا وبروقا ورعودا تتصفّحني
فينبت النور على شفتي
لأنّني الوطن
لا نبل يكسرني
ولا صفير اللغو يخرسني
أمّ القصيدة، أنا، وهمسها العطر
أجنّة القصيدة، واحاتي وأشرعتي
أرض البدايات، أنا، وسفر الأرج …
هذه الصفحة “الخاطرة النثرية” مخصّصة للمشاركات والمساهمات الأدبية في موسوعة “غزة كفاح وجراح” الواردة إلى بيت فلسطين للثقافة
https://palfcul.org/?p=11619 رابط مختصر