لا شيء يضاهي صرخة موجوع – بقلم ريم بن العابد مشاركة ضمن موسوعة “غزة كفاح وجراح”
لا شيء يضاهي صرخة موجوع
تحت رُذاذ الغيث يسكب الدموع
بلهجة صارخ ناقم يُداوي الجروح
وحيث يُقلّب رأسه يرى رُكاما بعده ركام
تخترق دعواته السماوات
والمعجزة إذا كان بريئا
تحت الخراب …… طفل
حلمه طائرة ورقية تعبر الغمام
فما بالك إن وجد نفسه محاطا بالخراب
قلبه يرتجف واتفق ما حوله على أن يرتجف
وأمّه…. تسقيه دمعا
بدمعة يابسة على خدّ ثكلى موجوعة
يحضن آخر ما تبقى من دماه ويبكي
لا يعلم ذنبه لكنه يعي حجمه
هل يمكن أن يُقتل لأنّ دمه لا يُشبه دمائهم
لأنّ جيناته ليست جيناتهم
لا شيء يضاهي صرخة موجوع
ينبش التراب مفجوع
يداوي خيباته بحمد كثير
أتراني اليوم ضرير
أنا لست بصير ولا يشفي غليلي غليل
هل يُباع الوطن ويشترى
وا حسرتي وا دمعتي وا دهشتي
لا شيء يضاهي صرخة موجوع
يتخذ التراب فراشا
يعزف آخر ألحانه على بطن مخموص
وقلب يبحث عن ضياء
لا ضياء وسط العتمة
يا دمعتي الساخنة ومقلتي الحزينة
لا شيء يضاهي صرخة موجوع
وجه جدّي عابس
ودمعة أمّي يابسة
كيف أداوي حيرتي
وسؤال أخي المتكرر أين حذائي ودميتي
بكاء أختي الرضيعة
وسؤال أخي المتكرر اين حذائي ودميتي وقطتي
لا الشوق يعصرنا ولا الجوع
لكن دمعة يتيم قلبه موجوع
وبطنه فارغ يأكله الجوع
ونظرة ضياع وتساؤل في عينا مفجوع
لا شيء يضاهي صرخة موجوع
كبير بقلب طفل
يُحرّكه الحنين
فوق الخراب خراب
دقّ مسامعه أنين
تهاوت أحلامه هباء
طارت بعيدة سمكته الورقية
مغطى قلبه بصدأ الحرب
وزئير ثائر على مشارف الموت
تلهّفت الأيدي حائرة
وبطون جائعة ودمعة يابسة كدمعة أمّي
بحيرة هي بماء آسن أحلامنا
اقصى أحلامي يا أمّي لقمة دافئة
وسرير صغير لا الوحل غطائي فيه
أقصى أحلامي بيت يحميني من لوعة الصقيع
لا شيء يضاهي صرخة موجوع
تعثّرت أحلامه بأسلاك شائكة
مكهربة
يحمل حلمه بين يديه وأحلام أخيه
يحمل لونا أحمرا في ذاكرته
لا تمحوه السنين
وجهه شاحب كلماته متلعثمة
لا شيء يضاهي صرخة موجوع
صرخت تلك الطفلة
بكت تلك الرضيعة
ودوّى الكون صوت مبحوح
تهاوت أحلام بيلسان الطبيبة
لحقتها أحلام سفيان المهندس
وأحلامي… وأحلامنا
تهاوت بيوت وبيوت
وتهاوت غزّة وأشجار الكرمل وحيفا
تهاوت أشجار الزيتون والبلوط ورفح
تهاوت قلوب معلّقة بالأمل
لا شيء يضاهي صرخة موجوع
هذه الصفحة “الخاطرة النثرية” مخصّصة للمشاركات والمساهمات الأدبية في موسوعة “غزة كفاح وجراح” الواردة إلى بيت فلسطين للثقافة
https://palfcul.org/?p=9635 الرابط المختصر