لا الهواء كان نقيا ولا السماء كانت صافية – بقلم إدريس علوش ضمن موسوعة “غزة كفاح وجراح”
لا الهواء كان نقيا
ولا السماء كانت صافية
لا البحر
استراح
لتواصل الموجة
استدراج الرمل
إلى سر الكينونة
وبلاغة الماء..
لا الأرض
انتبهت لذراتها
لتكتمل البذرة
وترقص خصلات السنبلة
وزهرة الدفلى
في حضرة
الملاك
والوردة..
لا السماء
احتفت بنجوم النيزك
وانتمت للأفق البعيد
وشرفة المدى..
لا الغيمة
صافحت الريح
واستفسرته عن شأن
مطر تعطل إلى حين..
لا النهار
أفصح عن وضوحه
وابتسم لشمس
وهبت أستار شعاعها
لصغار من فرط الدمار
نسوا حاشية الرصيف
والطريق إلى المدرسة..
لا الليل
استدعى سدوله
ووشح سحر الغبش
بملح الظهيرة
ليكبر النهار
في النافذة المجاورة..
لا السقف
استأنس بأسس البيت
لتواصل العائلة
شرحها لمصيدة الحصار
والاحتماء بالشمعة
من متاهات الظلام
ودهاليز الفضيحة..
لا الشاعر
استل وريقات
من كراس الحلم
ليفيض
في ردهات القصيدة
ويقتفي
اثر الصورة
والرعشة معا..
لا الشهداء
عرفوا بأي مداد
ستكتب شواهدهم
ليستريحوا كعادتهم
في أريكة الحديقة
الخالدة..
لا شيء
في غزة
حدث كما تقتضي الطبيعة
ولا شيء
انتمى لصيرورة
الحياة
وحث عقارب الساعة
لعزف أوتار
العزلة الجارحة
وأنا إن كنت أجهل الآتي
لن أنسى محرقة غزة
والبارحة..
لا شيء
لا شيء
لا شيء..
عدا
شلالات الدم
حدث في غزة
وما تبقى فسفور أبيض
فولاذي
ينثر الحرائق
فوق أديم الأرض
وجلد الصغار..
“شيمون بيريس”
يا سليل
الغدر الأتي
من غبار الأسفار
والذبح المستباح
وقتل الأنبياء
بموجب الوشاية
والكآبة
ليس إلا..
أنا لا اكذب مثلك
ففي غزة
” لا الأطفال
تنفسوا هواء نقيا
ولا رأوا سماء صافية …”
هذه الصفحة “الخاطرة النثرية” مخصّصة للمشاركات والمساهمات الأدبية في موسوعة “غزة كفاح وجراح” الواردة إلى بيت فلسطين للثقافة
https://palfcul.org/?p=8764 الرابط المختصر