13 January, 2025

قِفَا نبكِ – بقلم سليمان محمد تهراست

قِفَا نبكِ – بقلم سليمان محمد تهراست مشاركة ضمن موسوعة “غزة كفاح وجراح”

العَالمُ يقتَاتُ عَلى عُشبِ الصّمتِ المُبلّلِ بأوجَاعِ الّذينَ يقضِمُونَ مَلامِحهُم كَي يستَمرّ الحُلْمُ بالتّدَفقْ..

قِفَا نبكِ

العَالمُ ثمِلٌ بِكؤوسِ الدّم

المُنسَابِ منْ جسدِ الأبريَاءِ كعنفُوانِ المَاءْ

يستحمُّ كلَّ دقيقَةٍ

في صَهريجِ الدّمعِ الهَاطلِ منْ مُقلِ الثّكَالى

يريحُ آلَامَ عِظَامهِ بمشَاهد أمّةٍ

تطبخُ الصّخرَ عَلى الظّهيرة الحارقَةْ

تجُوبُ مهبَّ الجهَاتِ

مدرّعةً بسلَاحِ الضراعَاتِ والدّعاءْ

قفَا نبكِ

العَالمُ يُوزّعُ حَقائبَ القَسوةِ بالمَجَّانْ

يُوزِّعُ قُفَّاتِ الموتِ بالمَجَّانْ

ينسُجُ خيوطَ الألمِ النّرجِسيّ

تتمدّدُ الصّرخاتُ

تفتَرشُ الطرقاتِ المحترِقَةْ

الأرضُ الّتي بُوركَ حَولهَا

مَقبرة..

والشّوارعُ معتقَلاتٌ تخيطُ جِراحَها بالصّبرِ

تكبحُ سُعَالَ الطائراتْ

-إذْ تسدُّ أروقَةَ الأفقِ-   

بِبسَمات الصّغارِ الخَرسَاءْ

قفَا نبكِ

العَالمُ أغلقَ الأرواحَ بالخوفِ

ذوّبَ وردَةَ الأجسادِ فِي ملحِ الحزنِ

يَا سمَاءْ؟ 

منْ يكسِرُ غصنَ الدّمع؟

منْ يدفنُ الأصوات؟

فلم يعُدْ في الجِوارِ غير جثثٍ يركُلهَا الهَواءْ

قفَا نبكِ

قفَا نبكِ

العَالمُ لا يُفكّرُ سِوى في الرّصاصةِ المُربحَةْ

(وآخرُ لمْ يجدْ وقتًا لينجُو منْ بَراثنِهَا

فآثرَ أنْ يُضيءَ)

العَالمُ لا يُفكّرُ فِي آيةِ النّهَايةِ

لا شهقة جهنّمَ تفتحُ ستَائرَ الذّاكرةِ

ليمضَغَ الفكرةْ

وآخرُ يُمحَى كأنّهُ سطرٌ بهِ علّةْ

يقولُ سَاخطًا: لا أحبُّ أنْ أطرقَ أبوابَ

السّماءِ بَاكرًا

أحبُّ الخبزَ والدِّفء

أينَ نبرةُ الخبزِ، أينَ لغةُ الدّفء؟

العَالمُ لا يُفكّرُ، لكنّني في الهَامشِ،

أيضًا، أفكّرُ

ودَائمًا في كُوخِ التّفكير أربّي بجعَ الفكرةْ

ينحُرنِي/ ينهَبُنِي

فأنشِدُ الذّبولَ/ أنشدُ الأفُولْ

هَلْ أملكُ مزيدًا منَ الشّجَاعةِ

لأحيَا كحَصَى

أو لأموتَ

كفراغٍ أدمتْهُ الفصُولْ؟

هذه الصفحة “الخاطرة النثرية” مخصّصة للمشاركات والمساهمات الأدبية في موسوعة “غزة كفاح وجراح” الواردة إلى بيت فلسطين للثقافة

  https://palfcul.org/?p=10703رابط مختصر

Font Resize