قل لي يا عمر – بقلم مصطفى محمد البطل مشاركة ضمن موسوعة “غزة كفاح وجراح”
قل لي بربك ما يَدورُ يا عمر
هل ذا الجزاءَ مُسَدَّدٌ فيمن صَبر؟
كيف الورودُ تُحاط من اشواكها؟
وببدني غُصنٌ يأب َيوما يَنكسر.
قل لي جزاءُ الخائنِ المتمردِ
او ما جزاءُ عقيقَ فجرٍ يَنْدَثِر؟
ما تلك الا شِرْذِمٌ من سَفلةٍ
جاؤوا بثوبِ الطُهرِ من ماء عَكِر
قد حاصر الزيتونَ جُندٌ غاشمٌ
والسُقُفُ دُكَّت فوق أنقاض الأُسَر
في ديرِ ياسينٍ بقايا مِخمَلٍ
قد دنسته بهائم فوق الدُسُر
أم هل نَست يافا وغزةَ غرستي؟
الرمل يَذكُرُنِي فهل من مُدَّكِر؟
هذي فلسطين الأبية لا تزل
تَلِدُ البطولةََ َ لن تَمَلَّ مع المُكُر
القدس يَذْكُرُنِي بموضِعِ سَجدة
والارض تَأبى أن تلين مع الغَجَر.
لا خائنا يَصفوا له، لا طابعا يتطبعوا
هم كالجبالِ رَوَاسِيًا تحت القَمر
دَكوا سياجهم المَهين بِعزةٍ
أرض الشهادةِ لا تراجُعَ او مَفر
لا يَنسَى مِني الدرة المتفرد
أحضانَ أبٍ قد غدا دمُ البشر
هذي حقيقتهم فلا تتصوروا
ان يستحيلَ الكِيرَ ذهبٌ ينصهر
هذي عُهودُهمُ القديمةُ لم تزل
تذكر بغدر بغد غدر يستقر.
الله قال وفي الكتاب مُدَوَّنٌ
صُهيون شؤمٍ لا عهود مع النُكُر
لن يَرضوا عنك ولن يَفُتْكَ بَغيضَهُم
الا إذا تَبعوكَ حتما للسَّقر
هذي حكاية عزةٍ وكرامةٍ
ومعلقاتٍ بالمعاني ستزدهر
يا أهلنا في مصرَ أو شامَ الهوى
يا كل عُرْبِ الأرض في شمس تُنِر
لا تُطْبِعُوا بالطَبع من شُؤْمٍ وغَم
فتبوء بكم الارض في ليل دَسِرْ
لا تسألوني السلم في دار لنا
بالغَصب والغُصبى أَخَذْتُم والنُذُر
يخادعون ويخدعون ضِعافنا
والله خير الماكرين لمن مَكَر
يُغروننا بالمال والدنيا لهم
والأُخْرَى والعُقبى لنا فلنَدَّكِر
لا نتسليذُ بإخوةٍ في ديننا
لا نستعينُ بغيرِ عزةِ مُنْتَصِر
ان منعوا عنا جيوشهم لمَغُوثَة
فالله مُمْهِلُ ليسَ مُهْمِلُ للبَشر
عينُ اليقينِ يعود أقصانا لنا
حقُ اليقينِ؟ لتسألوا عنه الشَجر
الحجر نطق بيومِ عزة مجدِنا
يرانا من في الأرض، شاهِدنُا القمر
ما غاب وعدٌ، بل تنامي وعيدَهُ
فاليوم أرويه لولدي مُعْتَبَر
وغذا سينظمها قصيدًا خالده
وسنهتدى من منا كذابًا أَشِر
تلك الحكاية لا تزال قائمة
وغدا سأروي ما يجِّدُ يا عمر.
هذه الصفحة “الخاطرة النثرية” مخصّصة للمشاركات والمساهمات الأدبية في موسوعة “غزة كفاح وجراح” الواردة إلى بيت فلسطين للثقافة
https://palfcul.org/?p=11582 رابط مختصر