غزة جراح وكفاح – بقلم سامية دالي يوسف مشاركة ضمن موسوعة “غزة كفاح وجراح”
سألته…. لم كل هذه الدموع ولم عيناك تبكي بغزارة هكذا؟
قال: فقد أنا يتيم، اختارتني الأحزان وعشقني العذاب
وأصبحت الجراح والأوجاع من نصيبي، وأصبح طريقي سراب
قلت له كف من بكاء وادع لربك الرحمان
فهو الرفيق الغفور الثواب..
قال صبرت وكفى، دعوت حتى سالت دموعي
فالصبر انتهى. عندما قتلوا أمي أمامي وأنا مختبئ وراء الباب
رأيت أمي ترسو بالدموع في عينها
غرق الحزن في أعماقها وتحول إلى اكتئاب
كل يوم اغتصاب كل يوم احتراق وحرب
قلت لها: أمي لا تبكي أرجوك … ارجوك
دموعك تحرق قلبي، حزنك يؤذي كياني والفؤاد
فأنا هنا لكي أجعلك تضحكين بكل صدر الرحاب
أمي يا قرة عيني لا تحزني فأنا هنا سأكون لك البسمة
والصدر الحنون لما تنظري إلي….
وعيونك فيها الحزن الشديد والخراب
دموعك منهمرة تفقدين الأمان، كأنك تعلمين أنك ستموت على يد الجبان
على يد إسرائيل على يد قلب حقود نساء وشبان
أمي لا تنهاري أقبل قدميك لا تنهاري فبقلبي عذاب
أنت الجبل الشامخ التي نمت عليه أجيال
أنت قلبي وأنت الحنان
قاومي كل شر من حولنا أمي، وانسي الحرب والطغيان
لكن… لكن … كل ذلك كلام فاشل كان
قتلوا أمي أمامي وكسروا كل الجدران
كسروا قلبي وتركوا أمي دماء على التراب
حاولت الدفاع عنها دون جدوى غير الكتمان
بكيت حتى احترقت من داخلي متمنيا الموت الآن
بعدما كنت أنا الصبور لأمي
أنا الشجاع وأنا الفرحان
انكبت فرحتي على حافة الأحزان
تلاشى صبري على تراب أمي، وأصبحت أعمى
لا أرى الآن غير السواد والشوك على الاقحوان
فهذا هو ابتلاؤنا بدنيا لا أمان ولا إحسان
أمي أنا وراءك أنا وراءك أحمي ظهرك
من غدر الأشرار وأنتقم من كل قاتل عدوان
أمي أعشقك فأنت كل كلمة حلوة فى كتاباتي أنت الضحكة
التي أراها كل يوم أكون فيه حزنان…..
لا تحزني أعلم أنك تراني، اضحكي فالحياة مازالت
تحمل لي في جعبتها المفاجآت وترقص على حافة الألحان
فلسطين ستحرر من كل قمع ودمار
سأكون رجلا، أقاوم ولن أساوم مهما قهرني الزمان
سأرسم الضحكة على مر الأيام..
أهواك أمي ولن أنساك مهما الوضع كان
فأنا أحتاج إليك، رغم البعد والهجران
فنسيمك جنة قاومت كل الأوطان
فالله لن ينسى اليتيم أتسمع يا إنسان
انغمسنا بظلم الأيام، بعدما ماتت أمنا
طردنا الغربان، ولا يصبح لنا ظل ولا مكان
قد شتت إخوانا في البلدان
سحقا لعين رأت، طفلا يبكي جوعان
لم تهم لنجدته قبل، قبل أن تنهشه الديدان
مالكم وقد قدمتمونا، للطغاة كقربان
قتلوا أمي بدم بارد، على أيدي الزعران
ولم تتحرك في عيونكم نظرة الإحسان
خوفا من مآل وجاه وسلطان
فاسمعني يا:
من كنت في الدنيا جبان
نحن نرمي حملنا على الله المستعان
=================
يطوق صدري نزيف
————————-
_مغص في قلبي
بائس حزين
لا راحة في الشتاء ولا الخريف
دموع، دماء ونزيف…
ملأت الشواطئ والرصيف
حروب قتال، جوع… أين الرغيف؟
يا سماء أمطري خبزا
أسقطي خبزا كي نعيش
ما هذا الضياع الذي نحن له خاضعين؟
حين نسلم للموج
ونتكئ على السراب ونضعف
بالله عليكم أين الضمير؟
أين القلب النظيف؟
أين الشفقة التي تحن على قلوب المساكين
تحن عليهم من الدمار المخيف
بالقمع والدموع أصبح جسدهم نحيفا
آه من برد قارس يحتويهم
ومن صراخ سكنهم في الجوف لا على جبال الريف
بل بسوريا وحلب وفلسطين و الرديف
ما ذنب الأبرياء، ما ذنب الملائكة
كن عليهم عطيف…
كفى قسوة ، كفى ألما
إحساسهم صار ميت بكثرة الهم والغم
كالدمية مكسورة الساق
لا أمل لهم، أحلامهم مبعثرة
كالرجل الأعمى الكفيف
هذه الصفحة “الخاطرة النثرية” مخصّصة للمشاركات والمساهمات الأدبية في موسوعة “غزة كفاح وجراح” الواردة إلى بيت فلسطين للثقافة
https://palfcul.org/?p=9648 الرابط المختصر