غزة تصرخ – بقلم زينب حنيش مشاركة ضمن موسوعة “غزة كفاح وجراح”
أنا بلدة الأحياء تحت التراب
أنا مصرع الضباع وكل الكلاب
أرادوا حرقي واسكات صرختي
فعثوا في أرضي فسادا وخراب
لم يعلموا أني قلعة حولي جبال
عظيمة الأسوار عالية الأبواب
حبلت في بطني رجالا صناديد
إن غالبهم العدى ذُلّ العدو وخاب
أنا أتنفس رغم طعنات الخناجر
جرحي ينزف غدرا فيزيد العذاب
ظننتني مدللة أتوسط إخواني
فوجدتني حمْلا من حولي ذئاب
خانني الإخوة كما خانوا يوسفا
فما لوم على العدو ولا عتاب
غدر الحبيب كأس مرّها حنضل
سألت لما سُقيتها لم أعلم جواب
الخلان خلّوني والأهل عادوني
فارقني الجيران وغدا الأصحاب
كلما أرادوا مسح ميراثي حبلتُ
طفلا صَغُر به العمر والشعر شاب
لازلت هنا أرتسم على كل الخرائط
لازلت أنتظر نورا إندثر عني وغاب
لا الناس ناسي ولا الأحباب أحبابي
أمّا الأرض أرضي وإن غيروا الأسباب
تضيق أنفاسي ويتلاشى نبض الحياة
وتغدو الروح بأحشائي ذهابا إياب
هذه الصفحة “الخاطرة النثرية” مخصّصة للمشاركات والمساهمات الأدبية في موسوعة “غزة كفاح وجراح” الواردة إلى بيت فلسطين للثقافة
الرابط المختصر: https://palfcul.org/?p=9642