طقوس فلسطينية – بقلم شروق كمال مشاركة ضمن موسوعة “غزة كفاح وجراح”
يا ولدي كل مساء
فرّش أسنانك
البس أكفانك
يا ولدي واتل الأذكار
علّق في رقبتك مفاتيح الدار
وارفع سبابتك لرب العزة
وتمتم في سرك
ربي احفظ غزة
ويقينك رغم الأنواء
أن الأرض تعود
فصواريخ عمك وصلت
تل أبيب وأسدود
وقبتهم باتت تترنح
وكرامتهم أشلاء
يا ولدي كل مساء
أغمض عينيك على الأقصى
وكشّر في وجه اليأس
مهما النصر استعصى
يوما ستصلي
خمسك في القدس
………………………….
في زمن آخر
نبتَ لي ريشٌ بلون الحرية
وحلّقت بجناحين من فرح
إلى حيث تموت الوحشة
وعلى سفح الأمل أرحتُ وجعي
وسكنتْ خفقاتُ الخوف
في زمن آخر
كانت ذراعاي مجدافين
وألواحي تتوق لملح البحر
والأفق يضيق عند سقوط الشمس طواعيةً عند آخر خطٍ بين الخواء والامتلاء
في زمنٍ آخر
وقفتُ على ناصية الأفُق
ومددتُ أغصاني في دهشةِ عصفور ٍ
وجد الحَب في عشٍ مهجور
أتمايلُ مع تناغم أوراقي الخضراء
على وقعِ نسيمٍ قزحي
برائحةِ الأرض بعد المطر
في زمني الآني
فقدتُ ذراعيّ في غارة
وتكسرتْ أغصاني في صحراء الخذلان
ونتفتْ رياحُ القهر أوراقي الفستقية
وتشقق مجدافاي من القنابل المدويّة
ولكني رُحتُ أحدقُ
في كل الأزمنة الأخرى
كطفلٍ يشتاق الحلوى رغم الجوع
يقف في مرمى الظلم
على بعد دبابة من الموت
هذه الصفحة “الخاطرة النثرية” مخصّصة للمشاركات والمساهمات الأدبية في موسوعة “غزة كفاح وجراح” الواردة إلى بيت فلسطين للثقافة
https://palfcul.org/?p=9741الرابط المختصر