13 January, 2025

شَرائِعُ الكَوكَبِ المُتَهَرّ – بقلم بوجمعة العوفي

شَرائِعُ الكَوكَبِ المُتَهَرّ – بقلم بوجمعة العوفي مشاركة ضمن موسوعة “غزة كفاح وجراح”

 (إلى روح الطفل محمد جمال الدرة، رمزا لكل الدّم الفلسطيني)

كوكب الجريمة:

على اللغة

أن تختلفَ قليلا

كي تكتُبَ هذا الألم.

ناصعا

يتشظى دمكَ الأخضر

بين يديَّ…

توزعه الهوائيات على الجهات

الأربع من كوكب الجريمة…

ويد القناص طليقة

تعبث بشرائع الكوكب المتهرئ…

دمكَ الأبهى

باغته الصمت

وهو يُهرّب نبض الياسمين

بين الجدار وصوت القاتل…

قناصُكَ أضأل من حجر الطريق

إذ  تقتله الطريدة بين يديه!  

مذبحةُ الشرق

يعممها الغرب على الجهات…

تقتات الصورة من جلد الضحية.

طائر يوبخ العالَم:

طائر

يوبخ العالَم

يبني عشه بين جناحيه…

نام محمد

وفي فمه: 

قمر يشنقه جندي… ورغيف… ولعبة…

وحروب… وبرتقال… وحَكايا…

وخريطة وطن لم تنضج بعد سماؤه…

نسي الوقت أن يرسم فوقها سريرا لخوفه

ثم بابا للخروج…

أدركَه الهروب

قبل أن ينبت للحكاية زغبٌ وريش حمَام…

طُعم البرتقالة، حرَّفه الغرباء

والرغيف تيبس في حلق الطائر

واللعبة ورثها الجندي بزتَه…

ويد الله ضرَّجها القناص بدم الاسم النبوي…

محمد

      يا زينةَ وقتك!

            يا سوسنة الوطن المُذَبّح

                  دمك الآن يضيئك

                 يُسَوّد أحلامَ القتلة!  

هذا الصباح

لا أحد رأى الطائر يعبُر من هناك

منذ أن أقفل بالأمس عينيه على المقصلة

حجر يعض أظافر الغريب

مطرٌ كالرصاص

وحادة أنيابُ سُويعاته

إذ يعض الحجر أظافرَ الغريب

تتكلس الفضيحة في عينيه

ويصير الوقت كما كان…

محمدٌ

يغادر ـ باكرا ـ حُلمه المطرز بالزعتر والأغنيات

والقدس حزينة ـ يا أمي ـ هذا الصباح

تلسعها المدافع والدوريات

ومحمدٌ

يتوسد “البلاغة” ويُزف إلى موته

بعينين مفتوحتين

حجرٌ هناك

يعنِّف صدرَ الغريب

يشق ثيابه المزنّرة بالأرق… وبنجمة داوود

والجندي الذي دس الخنجر في جلد اللعبة

يلدغه الوطن في المقتل

“صمتا… إنّنا نستشهد”

ومحمد وحدَه

يَحمِل زمنا بين مفاصله!

  اعتاد الجنود

على قتل ظلالهم

لذلك

      جردهم الله

               من

           محبته

رجُلٌ

بمسدس “ماغنوم” وضفيرتين

عين على المبكى

وعين تسرق الكحل من صاحبه

أمناء الهيكل

يستعجلون القيامة

يجرحون وجه سليمان وقلب الصخرة

يستدرجون نبي الله إلى النفق

كي تصل الأنقاض إلى اسمه الكريم

يدٌ للكتاب 

ويدٌ للزناد 

اعتاد الجنود على قتل الأنبياء

هذا الهواء لي

مثل الجرافة

يصنع الجندي تاريخا لحذائه

يزيف كل شيء 

      كيْ ينسى أنه جندي

هذا

الهواء لي

والشجـر

من رائحتي

يفتح لي رئةً في الجذور

هنا اغتصب الجندي زنبقةَ

الظل، وأفقأ عينيها العربيتين

مع كل فجر

ينقل الشهداءُ قبورهم

من السفح إلى القمة

          إكبارا للطفل الذي سيمر

قبعة الجنرال

ســــلاما

أيها الولد الأخضر

       إذ ترفض أن

تضيفَ إلى وقتك ألوان الجريمة!

عاليا

يمر النسر في الجنازة

دون أن يخفض للموت جناحيه

يعلّمه الحجر كيف يشق صدر الغراب

وكيف يحلق خارج الوقت

إن تعذر على الوطن النزول

وكيف يحتفظ بصورة القاتل في عينيه

غدا

تأكُل البومة ظلها

ويقذف الأطفال بقبعة الجنرال

خارج وقتهم

غدا

يصل الصوت إلى البداية

والجلاد، تقتله صورته…

قُصاصة

في قلبي

حَطَّ الطائر هذا الصباح

حلّق في عيني قليلا

ثم طاف بحافة الجرح

ولِكيْلا أسجُنه في الدمعة

قـمتُ بحذف الغـرفة من

صدري

     كي

تصل الشمس إلى عينه

صرخةُ

هـناك

تُوجِع كبِدَ السماء

     عـينٌ

مجروحةٌ

ترى قلبَ الطائر

    يسرقه الجلادون

يَسُنّون شرائعَ للكوكب المتهرئ

القتَلة!  

هذه الصفحة “الخاطرة النثرية” مخصّصة للمشاركات والمساهمات الأدبية في موسوعة “غزة كفاح وجراح” الواردة إلى بيت فلسطين للثقافة

  https://palfcul.org/?p=9339  الرابط المختصر

Font Resize