شمس غزة – بقلم عبد عمر الرحمن حمدونة مشاركة ضمن موسوعة “غزة كفاح وجراح”
غزةً توجع الصدور ألاماً وتؤرقُ
والكيان يهاجمها ويقصفُ زهرَها
وغصونُها تحتَ العواصفِ تُسْحَقُ
أين أخوتنا من غزة ولما الآن تفرقوا
والجرحُ ينزفُ عزةً
دماءٌ تسيلُ وعبرةٍ تترقرقُ
صمتت جوارحي
والحزنُ يغشَى قلوبنا
وجوانحِي بلظى الأسَى تتحَرقُ
صرختُ لها والوجدُ يَمْلأُ خافقِي
ودمِي بحبِّ حُمَاتِها يَتَدَفَّقُ
فأجابنِي صوتُ القنابلِ صارخاً
كادَ الأسى بربوعِ غَزَّةَ يَنْطِقُ
أولمْ ترَ الأشلاءَ كيـفَ تبعثرتْ
ورمالَنَا بدمِ البواسلِ تَغْـرَقُ
أولمْ ترَ الأفراحَ كيفَ تبدلَّتْ
حَزَنًـا وشملَ الآمنيـنَ يُفَـرَّقُ
هذا شهيد يَبْتسُمُ في رُبَايَ
ودماء مِن لونِ الشمسُ تُشْـرِقُ
لترَى عيونَ الزهرِ كيفَ تبسَّمَتْ
وترى غصونِيَ فِي القدسُ تُورِقُ
والدمعُ يغسلُ وجنتِي
الوجه يعروهُ القتامُ ويُرْهِقُ
ها أنا أبكِي لفقْدِ أحبـذتِي
و قلبيَ بالأسى يَتشقَّقُ
رأيتَ غربانَ اليهودِ وقدْ طغتْ
وسمعتَها بسماءِ غـزَّةَ تنْعَـقُ
أذيالَ القرودِ تراقصت ْ
وكبيرهم للمعتدينَ يُصَفِّقُ
ورأيتَ أسرابَ البعوضِ تطاولتْ
تقتاتُ من دمِنَا العزيزِ وتلْعَقُ
أجنحةَ الظلامِ في القدس تهدلتْ
والكونَ يغشاهُ السكونُ المطبقُ
ناديتُ يعربَ أينَ عزُّ بنودِكمْ ؟!
أولمْ يعدْ علمُ الحميةِ يَخْفِقُ
أينَ المروءةُ والشهامةُ والإبَا ؟!
أينَ الجبينُ الشامـخُ المتألقُ ؟!
أينَ دينُكِ ؟! أينَ عِزُّ محمدٍ ؟!
أينَ “البراءةُ ” والكتابُ المُشْرِقُ ؟!
إنِّي رأيتُ الحاكمين أذلـةً
وبأرضِنَا سَادَ الوضيعُ الأحمقُ
محمود عباس يضحك غير أبهٍ
على جثثِ الشهداء يغني ويصفقُ
شهداء غزة علمونا البطولة والفناء
هم الذين في وجههِم ألـقُ التُّقَـى
وجبينُهم بالعـزِّ دومًـا يُشْـرقُ
كالشمسِ ينشرُ في الربوعِ كرامةً
فَتُبِيدُ ليلَ الظالمينَ وتَمْحَقُ
وبأمرِهِ تمضِي الجموعُ عزيزةً
وبحبِّـهِ تَحْيَا القلوبُ وتَخْفِقُ
والأُسْدُ تزأرُ حولَهُ فِي عِزَّةٍ
فتدوسُ أعناقَ الضباعِ وَتَسْحَقُ
هَؤلاء أطفالنا في غزة يقاومون
في ركبِهَم يمضِي الإباءُ ويَلْحَقُ
فاستبشرِي يا قدسُ إنَّ أسودَنَا
بِثَرَى فلسطينٍ تهيمُ وَتَعْشَقُ
تمضِي إلى الهيجاءِ واثقةَ الخُطى
وإلى المكارمِ والفِدَا لا تُسْبَقُ
لاذتْ بحبلِ اللهِ واعتصمتْ بـهِ
والحقُّ أَنْجَى والعقيـدةُ أَوْثَـقُ
لا لَنْ يعيدَ الأرضَ سِلْمٌ زائفٌ
يعدُو إليهِ الخائنُ المتسلِّقُ
يدعونَنَا للسلمِ أينَ سلامُهمْ
ودماءُ أهلِيَ فِي الثَّرَى تَتَدَفَّقُ
يا أُمَّتِي لا تركنِي لحبَالِهمْ
فالغدرُ أَوْهَى والخيانةُ أَخْلَقُ
لا لَنْ يُعِيدَ القدسَ إلاَّ مقاومةً
وسواعدٌ ترمي الجِمَارَ وترشُقُ
لا لنْ يُعِيدَ الحقَّ إلا فتيةٌ
بأكفِّهمْ يزهُـو الحسامُ ويبرُقُ
ستعودُ يا أقصَى وتلكَ عقيدةٌ
ويعودُ نجمُكَ ساطعاً يَتَأَلَّقُ
هذه الصفحة “الخاطرة النثرية” مخصّصة للمشاركات والمساهمات الأدبية في موسوعة “غزة كفاح وجراح” الواردة إلى بيت فلسطين للثقافة
https://palfcul.org/?p=10980 رابط مختصر