سرير الوحل – بقلم نادين عز الدين مشاركة ضمن موسوعة “غزة كفاح وجراح”
يسأل الطفل آخاه
بللت نفسك؟
يبكي الصغير
البلل غطّى كليهما..
ممتزجاً بالطين صار فراش الأرض..
تلفُ البرودة الأقدام الصغيرة..
لا شيء حدث..
أمطرت في الخارج..
منذ برهة..
ورصاص..
سقط الجدار..
تجمّع المعلِّقون وضوء الفلاشات..
مبهراً..
اكتظَ حول الخيام..
يسرق ضحكة..
يقنص دمعة وخوف..
دائما للقضايا الكبيرة وهجٌ ضئيل..
يهرب الناس من الوجع بتناسيه..
يحتفون بفساتين النجمات
على السجادة الحمراء..
ينقطون لحذاء بساق طويلة..
يرسلون الورود للنساء الجميلات..
ولما تحلُ الملمات..
يمرون على الصور بخوف..
بوَجَل..
ترى هل قدماه باردتان …؟
وهل للوحل رائحة..
وذا الدثار..
يرد البرد!!
استيقظ يا صغير..
غَرِق التراب..
والخيمة تجثو على ركبةِ الاعصار..
تقبّل ساقَ الرذيلة..
لا صوت يعلو..
مخنوقة كل الأصوات..
والأمم تتسابقُ..
تظفرُ الحقوق جديلة..
في الخارج
يتعاظم الجحيم..
لماذا يدَّعون أن الجحيم بعيد..
إنه على بعدِ خطوة شمالاً..
ومرمى خطوة جنوباً..
فالخيام مسكونةٌ بالجياع..
والظلم ينمو
جنيناً خديجاً يولدُ!
كيف تُقنع طفلاً ينمو في الخيام
أن الطفل على الشاشة
يعيشُ على نفس الكوكب..
وأن المسافة الفاصلة بينهما
لا تعدو قيدَ أنملة!!
ذراعُ ماءٍ فاضَ
تحت الوسادة..
ذراعُ دفء فاض
من مواقد تعلوها أبخرة..
كيف تقنعهُ..
أن الحرب حوله..
وفوقه..
ليست حرباً للإبادة..
أو أن البلل تحته..
ليس خوفاً بلا إرادة..
وحدها السماء
بكت..
بلّلت الفراش والوسادة..
فلا تسأل في غمرة هذا..
هل أقدامهم باردة …؟
هل هذا نوم..
أم موت حياةٍ..
أم انها لحظة الولادة..
هذه الصفحة “الخاطرة النثرية” مخصّصة للمشاركات والمساهمات الأدبية في موسوعة “غزة كفاح وجراح” الواردة إلى بيت فلسطين للثقافة
https://palfcul.org/?p=12040رابط مختصر