10 February, 2025

سأل ورحل – بقلم سعيد القشقوش

سأل غسان هذا السؤال و راح …

بعد زمن ، جاء رجل ، يقدم الإجابة ، على الذين وافتهم المنية داخل الخزان.

إن هؤلاء الرجال ، خلفوا وراءهم الجواب ، عنوا أننا سندرك و سنرفع الحجاب عن السؤال ، و ليؤكدوا لنا أن ليسوا غافلين أو أنهم لم يخطر على بالهم قرع الخزان ، بل لهم يقين أن لا أحد يغيثهم، و لو مكثوا يدقون ، فما من سامع ، و ما من ساع لانقاذهم.

أضاف الرجل : لقد فقدوا الآمال في آذان بني الإنسان ، فكيف يرجونه في دق جدران خزان.

هل من صحة و سلامة العقل أن ترجى الجمادات ، مع فقدان الرجاء في أصحاب الفكر و اللسان. 

يستمر الرجل ، و قلبه يعتصر ألما و حسرة 

لماذا نلقي اللوم على أصحاب الخزان ؟!

ها نحن اليوم نرى … ما أفادنا الدق و القرع ؟! إننا تجاوزنا كل هذا ، بل أسمعنا و نادينا و استغثنا ، بل و سفكت دماؤنا ،و هدمت دورنا ، و قطعت أجسامنا ، و اغتيلت قيادتنا و(ء_ه) و ارتكبت أبشع الجرائم في عصرنا على مرأى و مسمع كل مخلوقات الدنيا ،

هل نفعنا هذا ؟ هل أغاثنا أحد ؟ هل استجاب أحد لقرعنا و دقنا ؟!

نطق طفل بريء : لماذا لم يتركوا دق هاته الآذان ؟

نظر الرجل الى الطفل و عيناه تملؤها الشفقة و الحزن …

وقال : حتى نتبث عليهم الحجة ، بأنهم قالوا : سمعنا و عصينا و أبصرنا ، فتعامينا.

مر رجل عجوز يقول : لماذا تخلت عنا أمتنا ؟ لماذا دعوناهم فما استجابوا ؟

و رد الرجل : <<انما يستجيب الذين يسمعون>>

أعلمت ، لماذا لم يدقوا جدران الخزان ؟

رابط مختصر: https://palfcul.org/?p=13994

Font Resize