9 February, 2025

زمن الشواذ – بقلم علي ناصر المرح

زمن الشواذ – بقلم علي ناصر المرح مشاركة ضمن موسوعة “غزة كفاح وجراح”

مالي أرى هذا الزمان تكادُ

مما به تتفطّرُ الأكبادُ

فيه الرذائلُ و البذائلُ شُيِّدَتْ

و تهاوِت الأخلاقُ و الأمجادُ 

صرنا نرى فيما نراهُ عجائبا

لم يشهدوا أمثالَها الأشهادُ

بِدَعٌ من العاداتِ باتَ مِراسُها 

فَنَّاً و أهلُ سلوكُها روَّادُ

فيها الشواذُ تفلسفت و تفصَّحتْ

 و تفاخروا بركوبها الأوغادُ 

و تعالت أصواتُ الفجورِ ببوحِها

ليفوحْ منهُ الكفرُ و الإلحادُ

و الزيغُ و الإسرافُ طالَ به المدى 

و تزينت بِلباسهِ الأبعاد.

فِسقٌ و زَندَقَةٌ و غَيٌّ سافِرٌ

و تفاهةٌ و خَساسةٌ و نَكَادُ

و تَعَانِفٌ و تَجانِفٌ و صوارِفٌ

 تنشقُ من أهوالِها الأطوادُ 

الظلمُ و الإجحافٌ أضحى صارِخا

و على صَليبهِ تُذبَحُ النُقَّادُ   

و البغَي أسرجَ للفواحشِ خَيْلَهُ

فلتستعدْ لبطشهِ الأضدادُ

  و تجففَ الإصلاحُ فيهِ كأنما

نهرَ الحضارةِ للفسادِ مِدادُ 

فالهدي جهلٌ و الرشادُ ضلالةٌ

و البغي هديٌ و الضلالُ رشادُ 

و الالتزامُ تخلفٌ و توحِشٌ

و الانحرافُ تقدمٌ و سدادُ

فهي الحضارةُ في خلاصةِ رأيهم

فِسْقٌ بهِ مثليةٌ و فسادُ؟؟

هل يا تُرَى عادت عصورُهمُ و هل

عادَ الضلالُ و قومُ لوطٍ عادوا ؟!

و ثمودُ عادتْ دونِ ناقةِ صالحٍ

و بغيرِ هُودٍ باغتتنا عادُ؟!

و تجبَّرت إرمٌ على أقْطارِنا

في العصرِ هذا و هي ذاتُ عِمَاد.؟

أم عادتْ الأوفاقُ يضْرُبُ سِحْرَها

في مُلكِهِ فرعونُ ذو الأوتادُ ؟؟

حتى غدا الحرُّ الشريفُ مواطِنَاً

و غدا الزعيمَ القائدَ القوَّادُ

و بنى اللئامُ على الفُجورِ عروشَهُمْ

و المكرمونَ عنِ الكرامةِ حادوا

حيثُ الثِّعَالبِ كشّرَتْ أنيابَها

و بدتْ تَهِزُ ذيولَها الآسادُ

و تقلدَ النُجَباءُ طَوقَ كِلابَهُم

فغدوا عبيداً و الكلابُ أسيادُ

أرْغَتْ خِيُولُ الماجنينَ و أزْبَدَتْ

إذ غاب عندَ نزالها الأندادُ

و تدافعت هِمَمُ الجرائمِ دَيْدَناً

و المجرمونَ إلى المَزيْدِ تنادوا

يستَعْجلونَ على المسيخِ خُروجَهُ

 حَيثُ الخُرُوْجُ لهُ الجرائمُ زادُ

فلتَهْدِم الأوطانَ لعنةُ حَرْبُهُم

و الأرضُ تُحرَقُ و الشُعوبُ تُبادُ

تُنصَبُ فوقَ الأبرياءِ و حَوْلَهم

حربٌ تُؤَجِجُ عُنفَها الأحقادُ

تُلقى على الأحياءِ شرُ قنابلُ

في نارِهَا الحمراءِ ألفُ سَوَادُ

تَنْقَضُ فَوقَ النائمينَ بيوتُهُم 

حتى تُحالُ مآتِمٌ و حِدادُ

فيها تُبادُ العائلاتُ بأسرِها

الآلُ و الآباءُ و الأولادُ

يا آلَ صُهْيونَ اللئآمَ تريثوا

لن يُثني الإرهابُ ما نعتادُ

 ترجونَ منَّا الوِدَ نُبديَهُ و ما

بيني و بين الظالمين ودادُ

إن كان وِدّاً أو يَغُوثَاً حاضرا

فيكم ففينا نوحُ و الأعوادُ

و لقد أتى الطُوْفانُ فاجْتَمعوا لهُ

أضعافَ ما تتضاعَفُ الأعدادُ

و أتت عصى موسى على ملكوتِكُم

 فليغرق الأربابُ و العُبّادُ

و أتاكمُ القسَّامُ معشوقاه في

أرض الوغى نصرٌ أو استشهادُ

و القدسُ و الشُهداءُ قد ثأروا و مِنْ

أقطارِنا سيجيهمُ الإمداد

فلتجلبوا بالميجَ و الميركافَ لن

يهتزْ جفنٌ أو يلينْ فؤادُ

و تجحفلوا و تقدموا فجهنمُ

تشتاقُكم و الموتُ و المرصادُ

و أمَامَكمُ في أرضِ غزةِ ماردٌ

في قبضتيه منجلٌ و حصاد

و الدَّمُ أضحى ثورةً تجتاحُكم

مُتنفساها الأرضُ و الميعادُ

و لها بشامِ الفاتحينَ و باليمن

و الرافدينِ الدعمُ و الإسنادُ

لبيكَ يا أقصى و كل دمائنا

فيها لقدسكَ نُصرَةٌ و جِهادُ

 جآءَت قذائذفُنا و خلفَ مجيئها 

 تتهيأُ الأفواجُ و الأفرادُ

لبيك و الفتحُ الكبيرُ تَزفُّهُ

صنعاءُ و ابنةُ عمُّها بَغدادُ

نأتيكَ من هذا الزمانِ بغيرهِ

لا فاسقٌ فيهِ و لا جحَّادُ

لترى البلادُ تحوِّلا و تبدُّلاً

فيها كما تتحركُ الأركادُ

هذه الصفحة الخاطرة النثريةمخصّصة للمشاركات والمساهمات الأدبية في موسوعة غزة كفاح وجراحالواردة إلى بيت فلسطين للثقافة

  https://palfcul.org/?p=11913رابط مختصر

Font Resize