لم يكن عليك إطفاء الشمعة إن كنت تخاف الظلام
****
-” ربنا ، أنت تعلم ما فعل هذا المحتل بها ؟؟! لقد أذلها وأهان كرامتها، هربت منه وقاومته لأنه حاول استعباد أرضها، تصدت لكل أوامره ومطالبه القذرة، (تبكي جدا) وتشتكي إلى الله ولقد سمع الله قولها،
كان يطمح إلى الحصول عليها رغما عن إرادتها، أنا لم أستسلم له يا ربي، مستحيل أن أتركه ينال حتى غصن شجرة من أرضي، … لم أصمت –تبكي وتسرد له -أنظر إلى أثر هذه الذبحة، لم أتركه يقترب رغم قيودي وسخريته، فسللت منه خنجر الغدر وسفكت دمي أمامه، قلت له أنني لن أركع و لن أمكنه من و لن أكون بين يديه إلا إن كنت جثة ميته،
قل لي يا ربي أ لا يحق” لأرضك أن تعيش في هذا العالم بسلام ؟؟؟؟؟؟؟! ؛ “
كيف يعني !! امرأة تنازل رجلا ورجل يهاب رجل ؟! ؛ ليست القوة بالعضلات، غالبا ما تكون احتكارا على الأذكياء اللطفاء أو الأذكياء النذلاء … ،
أنا آسف، كانت أرضك أكثر أمانا في غيابهم ولم يزدها حضورهم إلا تضررا …
****
تكلم السيد وأمضى بقول صارخ غاضب
-” لا تؤذي أرضي ، وتأكد أنك ستندم على ما فعلته ، سأدفعك الثمن (كنزا بكنز) أدفعك الثمن (خسارة بخسارة).
يسخر منه ويستهزأ كونه سلّم أرضه بيده، فلا فرق بينه وبين عامل الحانات، يبتسم الخائن ويضحك، لما يشوبها الرماد والهون فتغرق في أهازيج صرخاتها كإبرة وسط المحيط …
تتذكر تخلوي الصديق ومكر الدنيا، تدور كل الأحداث أمام عينها، توقفت عن المناداة فتخاطرت مع روح السيد.
كان وجه” السيد” من تمثل لها، طلبت منه النجدة فأتى عليها حر النهاية وأغمضت عيونها للأبد … انتقلت روحها للبيت المعمور، حيث ” السيد“،
لم يعد هناك صوت في الجرس … تساوت صفات الموت والحياة . . . التفتت يمينا وشمالا، لا أحد غيره هناك، شعر بها،
****
“أرض المقدس” تشكل روح “السيد” ، استنجادها به يفسر خوفها، ملتحمين كالقلب والنبض ،
إذا تشارك اثنين نفس الشعور؛ فهناك يعيش التوأم للأبد.
-” لا ، لن تفهم معنى الموت ، كيف تذهب الآن ؟ ! للتو كانت تصرخ، ماتت لأنها أصبحت محتلة ؟! ؛ كل الدول راودوها عن نفسها وأرادوا مني أن أحتلها وأستعبدها، ما هذه السخرية العميقة ؟! ؛
هل الموتى يسمعون الاعتذار ؟؟! تكلمي، لماذا تصمتين؟! ، الآن أنتمن بين يداي، لكن جثة هامدة، تتنزه حولك رائحة الموت وعطر التابوت، أنا كنت أؤمن بتلمودي ولم أؤمن برغبتك، لم أحترم إرادتك، لم أصدق بك، كنت سأداهمكفي في أي لحظة وأسخر منك، وأخبرك أنني زمتك وكسرت كبرياءك، هههه .. كم أنا مجرد لا شيء كما قلتي،(يلامس تربتها) أعتقد أنني سأحترم هذا الوعد، علمتني كيف أفرق بين الفتاة والمتنكرة بزيو الفتاة، علني ما هو الشرف، عزة النفس، الكرامة، الزهد والبساطة، العفة والشجاعة الطاهرة والقوة، … ،
أين كان كل ذلك لما كنتِ في الحياة؟! لماذا لا نرى قيمة الشيء حتى يتبخّر من بين أيدينا ؟؟! لو كان هكذا هو (حب الأرض)؟! فأنا لم أحب في حياتي مطلقا؛ وإن لم يكن هو سأعاقب بالحب!! ، سامحيني أ تستطيعين؟؟!”
جلس بقربها وشدّ على قلبه، أصبح يكره كل شيء كان يفعله لأنه السبب في موتها، يتذكّر كل الكلمات التي ألقتها على مسامعه يوما (… أنتى وأمثالك بالنسبة لي لا شيء ، عبداد التفاهة والكفر ، ابقى مكانك، لا تحاول الاقتراب مني كم أنت قذر ، كيف تجرأ وتأسرني مجددا ، لن ينفعك معي ما لديك ، لن تغريني بشيء أ تفهم، تفتقر للرجولة، كما تنفر منك تماما ، أنا لا أنحني لحثالة القوم مثلكَ ، من تحسبُ نفسكَ ؟؟! ؛ لا يشرفني أبدا الجلوس معك بنفس الطاولة، مستحييييل أن تشتري ودّي، أ تعتقد حقا أنك ستقنعني؟! أ تظنني سأغيّر رأيي؟! أنت مخطئ ومخطئ للأسف)
-” معكِ حق، كنتُ مخطئ و مخطئ للأسف، يراعى المجد الذي بثّته في زمنها الجميل ، عرف أصحاب الأرض أنواعا وأشكالا لكنها كانت الأرض الحقيقية من بينهم جميعا …. “ فلترقد روحها بسلام ” ،
أمر الناس أن يتهيأوا لأعظم حداد على الإطلاق، فترة حزن عميق، يشل حركة كل شيء، يتوقف الوقت من أجلها، كان يرى في ذلك تقصيرا في حق من قدس شخصها، نال شرف احتلالها لبرهة، يشعر بالفخر أنها تحمل اسمه ولو لمدة زهيدة، فكرس مشاعره وحزنه من أجلها … ووقف لها احتراما وتقديرا لتلك (النبوءة السماوية)، كم يراها منقرضة …