حواديت غَزَّة – بقلم كمال عبد الرحيم مشاركة ضمن موسوعة “غزة كفاح وجراح”
إهــــــــــــداء
إلى فلسطين
القضية التي لا تغفو
منكم السيف
ومنّا دمنا
منكم الفولاذ والنار
ومنا لحمنا
منكم دبابة أخرى
ومنا حجر
منكم قنبلة الغاز
ومنّا المطر
“محمود درويش”
حواديـــت غـــــــــــــزة
لعيونها سجدت سحابة
وعلى بيبانها
يسبح الملكوت
غزة الجريحة علمتني الموت
لعيونها سجدت سحابة
قبل الدخول
محتاج أقول
محتاج أطهر روحي من دنس الجنابة
لعيونها سجدت سحابة
يا أم الشوارع بتضحك
تحت نار القصف
كل القصايد حبيسة
في سجون الوصف
مين يوصفك؟
وانتي وصّافة وقوّالة
ملكة في زمانك
وكل الناس شغالة
غزة هناك
غزة اللي كانت هناك
بتخيَّط الحواديت
على جبين السما فـــ “يافا”
طفل المخيم
بيلعب هنا
على ضهر “ميركافا”
بيقولنا حكايات
حدوتة (جيل)
صرخة هنا
طلقة هناك
عاش اللي قالك تفتح الشباك
عاش اللي مات
والطيارات حدايات
تخطف هدوم البنات
الطيارات اللي كانت في السما حكايات
سابت وراها بُكا
سابت وراها حاجات
حاجات
بتزرع رجولة
في جيل سبع سنوات
حدوتة (جباليا)
أطفال جباليا
هناك
لأ
دول مش أطفال
مع كل تفجير
بيبنوا في الهوا تمثال
مكتوب على جبهته
أطفال جباليا …جبال
أوعي البكا يا صبية
ده البكا قتّال
أصل البكا للحريم
واحنا حريمنا رجال
حدوتة (الدخان)
بتشعلق
في خيوط الدخان
بتشعلق في الدخان الطالع
من بيتنا
وكأني سوبر مان
عايز أوصل فوق السما
وأكلم سواق الموت
أسأله
عندك أطفال؟
عندك أولاد زيّنا؟
بيموتوا من الخوف قبل النوم
بيخافوا وعنيهم شايفة الموت
يتسحب خلف الجدران
عندك أطفال زينا
يصحوا من النوم
فيلاقوا أبوهم راح
على فكرة ياسواق الموت
أنا زيك برضو إنسان
حدوتة (تاريخي)
فرحان بسلاحك؟
فرحان بصريخي؟
طالق صواريخك
وبتسخر من صورايخي
وتهد بطيرانك
أحلام أطفالي النايمة في كوخي
اهدم في بيوت
فجّر أنفاق
واقصف في مدارس
فرحان بسلاحك؟ وصريخي؟
لكن
عمرك ما هتقدر يوم تمحي تاريخي
حدوتة (خان يونس)
يا أهل الخان
يا أهل الحانة والألحان
أنا واحد من الندمان
لا عمري ف يوم بقيت خاين
ولا خوّان
لاكنت ف يوم صلاح الدين
ولا فارس من الفرسان
أنا مولود في خان يونس
وخان يونس
في عمره ما خان
زرعت الضحكة في الشارع
جنيت الآه
في كل أدان
هجم ليلَك على بيتي
وعم الحزن كل مكان
صراخ الطفل
تحت الردم
حولني
أنا المولود في خان يونس
لطلقة في صدر كل جبان
حدوتة (بيت حانون)
مش باين
غير كف صغيّر
قابض
على حفنة رمل من البيت
أنا شُفت المنظر
قمت اتوضّيت
الله أكبر
على طفل صغير
بيجاهد بالموت
بيحارب
حتى وهوه تحت الأنقاض
وفي بيت حانون
كان المحتل المجنون
بيحاول
يكسر جوه الأطفال الضحكة
أسحب
بشوييييش
الكف القابض
على جمر الوطن النابض
أرفع عنه أحجار الموت
ياملامح
مرسومة بحبر الملكوت
أنا واقف هنا
جنب الموت
بتأمل
ضحكة طفل
قادرة تهزم هذا الجبروت
حدوتة (رام الله)
“حوّد
حبيبي
على رام الله
عربي
فلسطيني
محروس من الله” *
بيخبي الشارع
والناس في جيوبه
مسلم ومسيحي
ع المدفع صلّى
ياابو بندقية
واللبس الكاكي
خابت طلقاتك
والسهم جلّى
فين طياراتك
فين دباباتك
طوفان الأقصى
حصد ما خلّى
الأرض بتصرخ
وبترفض صوتك
تتمنى سكوتك
تكره هالطلّه
راح تخرج منها
مكسور ومطاطي
زي كتير قبلك
خرجوا بمذلّه
اقرانا كويس
واقرا شوامخنا
تلقى تواريخنا
مليانة أدلّه
أنتوا الزنّانة
والليل الأسود
واحنا
اللي زرعنا الأرض أهلّه
“حوّد
حبيبي
على رام الله
عربي
فلسطيني
محروس من الله”
حدوتة (رفح)
شدّ الزناد
ده العناد
عمره ماكان في الحق
أوعاك تقول للجهاد
والموت كلمة لأ
احنا
اللي متنا هناك
احنا
اللي عشنا هنا
دقت طبول المغول
ياما شبعنا دق
فرس
ورومان
تركمان
حتى الديدان في الشق
اتبخرت
في السما
أحلامهم السوده
المصري مارد
شجاع
صخرة ومرصودة
موصودة
كل البيبان
المصري حارس
هناك
واقف كما الديدبان
المصري واقف هناك
البحر ليه ينشق
المصري واقف هناك
رجل في رفح
والتانية موجودة
في باب الخلق
حدوتة (جنين)
يا سهرانين
في بلاد الله
هناك فدادين
من البطولة
ومزروعة
هنا في جنين
وجنين
تعلم ولادنا
كل يوم درسين
الدرس الأول
وعنوانه (هُنا فلسطين)
والتاني
مش طياراتك
ولا دباباتك
ولا قصف مستشفى هنا
أو حرق بيت النازحين
مش كل ده
يقدر يزيل
اللي حصل
لجدودك
اللي اتهزموا
في حطين
حدوتة (مخيم النصيرات)
لا تبالي
بالتي قالت
وقال
أنت
عنوان المقال
أنت
أصل الصورة
تمثال الجبال
يا عريس الجنة
ياأول محال
مش هنقفل صفحة التاريخ
مازال
لسه في التاريخ
ميتين مليون سؤال
سيرة الأبطال
بتزرع كل يوم
موال نضال
يا عريس الجنة
يا صمت الجبال
يا صدى البارود
ولون الكرنفال
يا بطل حافي
وصافي القلب
عال
صوتك المحفور
في أذهان العيال
صوتك المحفور
بيرسم في المخيم
وفـــ قلوب المجرمين
زلزال
حواديت للعرب حتى لا يناموا
القاهرة
يام الشوارع
زعلانين
يام الخطاوي
دبلانين
عديت خطاوي الناس
لقيتهم مجروحين
حتى الرصيف
اللي رفض يروي
حكاية حبنا
حتى الرصيف
اللي بيرفض خطوة الحراس
علّق على جبين الصبايا
والولاد أجراس
أجراس
تصحي موكب النايمين
يا أهل هذا الربع
والمحروسة
والناس الكرام
مين اللي راح
أذّن في شبرا
صلّى في التحرير
وكبّر تكبيرات العيد
في باب الخلق
يابلاد
ياشوارع
بتتمشى في عز الطلق
طلّقت ناسك
كنت أنا ونّاسك الحافي
حاولت أشيلك
عن عيون الكدابين
واهرب في نيلك
وسط عمالك وتراحيلك
واهرب في نيلك
سرقوا مجدافي
احنا
اللي كنا في البلاد ميادين
ميادين
بينبض قلبها الصافي
لاكنا قبل الثورة
من حزب اليمين
ولا كنا من حزب الشمال
احنا الغيطان
والمشربية
والقهاوي البلدي
في حي الحسين
شكّلنا من طين البلد
ملايين
واقفين على اكتاف الوجع
مستنيين
القدس
يافا
وحيفا
يا رصيف الرب
ضلل ع المكان
من كام سنة
زرعت مراكب لانجليز
الشوك غيطان
طرحت أفاعي
وفرّعت حيات
في ظل الأمريكان
ياما زرعنا في الخليل
شتلات غُنا
كنّا
وكانت عسقلان
كنّا
إذا غنت رفح
ردت عليها في الشمال بيسان
ياصبر يافا
يا رذاذ التلج
ياغزة
ياريح البيلسان
ياشهر إبريل الجميل
إللي صبح نيسان
ياريح
ياريح المسيح
في الناصرة
ياصمت أجراس الكنايس
وانطفاء صوت الأذان
يارمل طولكرم الشقي
ياقلب طبريا
يابير السبع
يازهر الخليل
ياعند عكا
في التاريخ المرّ
يا طرح الزمان
قولوا لبنت القدس
تفرش دربها
للخارجين
المطرودين
نفس السفن
اللي جابتكم من زمان
هيا السفن
اللي هتاخدكم بعيد
في اللامكان
بشرب رغاوي القهوة في عيونك
ياللي
صباحك دفا
قوليلي
إيش لونك
أنا
اللي بشرب رغاوي القهوة
في عيونك
وعيونك المبتدا
والمنتهى
والريح
قالت بحبك أوي
تلميح مش تصريح
وأنا بلمحك
في بخور العود
والجاوي
مارد
وفارد جناحي في الخلا
فدادين
ماسك خيوط الدخان
الطالعة لجبينك
فينك ياست البنات؟
يا طير جبال الظن
صاحبت لاجلك
هنا وهناك
زعيم الجن
عملت نحّات
وفي الفلوات
قاعد أفنّ
ياطلة الصبح
يا منسية في الحواديت
بتخبي ليه الوجع
في جيوب حيطان البيت
طلة عيونك
هنا
في ضحكة التغريد
سامحيني
كل البلاد طرداني
من بدري
وانتي
اللي صدرك خريطة
طرحها ممدود
ضميني
طلة عيونك
سحرها مرصود
ضميني
احنا جنودك
لو سابوكي جنود
نزرع غيطانك
نخضرلك ضواحي البيد
ونبيد
مطاريد
ظنوكي مراكب صيد
لا يبدأ العيد
إلا بضحكتك تاني
لايبدأ العيد
إلا بطلتك تاني
طلة عيونك
هنا
يام العيود السود
صبية والعيون أصل التصابي
صَبيّة
والعيون
أصل التصابِي
وحُبّك في الميدان
شاهد عَليَّه
ورثتْ النيل
وانا في الأصل “حَابي”
فكِيف دَمِّي
بَقى ف ايديكي مَيَّهْ؟
أنا المحصور
من أياااام “عرابي”
وانا المقتول
بلا مدفن ودِيّهْ
وانا المَنفِي هِنا
والنفي صَابي
رصاصك
صرختك
صابت عنَيّهْ
وانا “المربوط”
في عِزّ “انتصابي”
ورنّة ضحكتِك
مليون صبيّهْ
وانا المعجون بطينك
يابلادي
وانا الساكن على خَدّ الصبيّه
وانا الرافض
لألوان الرمادي
وانا اللي في إيدي
أوراق القضيّه
يموت الذل
وكلاب البوادي
وتحيا مصر
في عيوني قويّه
اتوفِّيت
مفرود ف نعشي
ولا مش مفرود
القصد
في التشريفة موكب دود
بصيت بعيني الميِّتة
لحظة صراخ الميتين
أمي وأبويا
فوق رغاوي الدم
أنا مين ؟
ومين شايل كتاف الهم؟
مفرود ف نعشي
بنت بيضا هناك
ينطق بياض الجسم من تحت العباية
وأنا قلبي ميِّت
قلبي مَصفاية
قلبي ملان بالضحكة/ بالنسوان
كسلان أخش التربة
قلبي جعان
مديت ايديَّا الميِّتة… مديت
ولمست آخر لمسة تعويذة
كانت لذيذة
والبنات تبكي
تبكي وتغمز
بس أنا اتغديت
لميت ايديا الميتين ف النعش
وشي انكشف عن ضحكتي الخضره
ناديت
ناديت
يا صاحب الحضره
ردت عليَّا بنت بملاية
ردت
ولكن كنت أنا اتوفِّيت
مرثية”…
يابِعيدة
بحساب المسافة
قَرِيبة بحسابي
ماتحسبيش إنّ الهوا صَابِي
كل الثواني اتجمَّعت
تلعب بأعصابي
بضحك
في وسط البكَّايين
بضحك …أنين
ماانتي اللي علمتيني أضحك في البُكا
واسخر من الشكوى
وأزرع ضحكتين
متلوّنين
على خدّ صاحبي اللي اشتكى
في وِسْط أصحابي
يابعيدة بحساب المسافة
قِريبة بحسابي
عِنَّابِي ..لون طرحتك
والضحكة عنابي
ملعون أبوه الكيماوي
داس في أحبابي
من خوفي …
خبيت تفاصيلك
في محرابي
يابعيدة بحساب المسافة
قِريبة بحسابي
زرعك في يوم الحصاد
يخضَرّ في ترابي
أنا اللي من كام سنة
صياد ومستني
والنيل مخاوي
وأنا في المركبة “حَابِي”
يابعيدة بحساب المسافة
قِريبة بحسابي
كل الخطاوي هنااااك
كل الُّلقَا مشاوير
فمتزعليش
مش هنتأخر عليكي كتير
مش هنتأخر عليكي كتير
حدايق المعادي
أنا
كنت ماشي
في حدايق المعادي
البنت طلت
من شبابيك المحبة
قلت :عادي
ضحكتْ
صدى صوتها
حضن كل الستاير
والبيبان
أنا قلت:عادي
مشيتْ
حلاوة خطوها
شدت خيوط العاشقين
أنا قلت: عادي
بس اللي مش عادي
في كل القصة دي
إن الصباح
اللي لمح ضحكة عيونك
فر من غصن الشجر
ووقع في فنجاني
اللي يشبه طلتك
ومن الساعادي
يا حبيبتي
طلة الشبابيك غيطان
تسمع غناوي طلتك
في كل آن
(مين بدها)
مين بدها
تمسح دموع الصبح
تشرب من عيون السهرانين
فنجان غُنا
واقف
على اكتاف البلاد
من كام سنة
مستني تحريرك
برفض كلامك
حتى تبريرك
يام الضفاير زعلانين
متبعترين
على كل باب
هو الشباب
اللي دفع دمه بميدانك
كان سراب؟
أنا القتيل
اللافتات ألوان
والصوت حناجر أو خناجر
مش مهم
الصوت ميدان
اللي يقول “ارحل”
واللي يقول “ثُوّار”
وانا اللي وحدي
أشتكي عيونك
لنهر النيل
أنا القتيل
وكفوفي
مسحوبة الفتيل
صوتي
بيخطف طلّة الواقفين
أنا القتيل
اللي بيشهد
طلّتك طلقة
والطلق محتاج الحناجر
وأنا مش مهاجر
مش هتاجر
باللي ع الأسفلت
الدم غالي
والشباب متحني
مين اللي يخطف دمعتي مني؟
أنا اللي مستني
في باب الخلق
في الأربعين
في مسجد القائد
وفي التحرير
يا مريمية
وانتي في الشباك
عجباكي رايات الشباب الحُر
مُري على اكتافي زمانك مُر
وانتي اللي شايله في عنيكي السر
يا مريمية
في الخلا ملايين
مستنيين
الضحكة من بدري
وانا اللي وحدي
أشتكي عيونك
لنهر النيل
أنا القتيل
هذه الصفحة “الخاطرة النثرية” مخصّصة للمشاركات والمساهمات الأدبية في موسوعة “غزة كفاح وجراح” الواردة إلى بيت فلسطين للثقافة
https://palfcul.org/?p=11950رابط مختصر