6 December, 2024

حلم تحت سماء مسيجة – بقلم زين الدين بومرزوق

كانت السماء حينها تشرق على فرح شمس, داعبت بأشعتها وجوه لم تنم تلك الليلة من السادس من اكتوبر 

الحديث ،بينهم همس جميل كل العيون تنظر بعيدا، تسابق الخطوات كي تصل أولا لتعانق  السياج والجدار  .من الجهة الاخرى سكون وصمت القبور فالاجساد تنام مطمئنة الى الحجر الذي بنته والعيون التي زرعتها،لم يصدقوا أنها خانت وهوت ما أن دقت ساعة العبور لتعلن للعالم سقوط اسطورة من ورق تمزقت فواصل الحكاية التي رددها المتواطؤون وآمن بها الجبناء ،إلا أن أطفال غزة والمخيمات ،هم الأن فرسان يمتطون، الفرح ، ويتسابقون كالفراشات والبلابل  بين رؤوس الجبناء ،وهم يختبؤون فزعا من عطر الرجال الذي توزع على ربوع ارض كانت حلما وقصة تروى من وراء الجدران ،هي اليوم موطن قدم لهؤولاء الفرسان ،إرتفع صوت الرصاص بين جنبات الخوف الذي فر وأدبر بعيدا وكأن الأرض الصلبة  التي إغتصبها اصبحت رمالا تتحرك تحت اقدامهم إلا أنها ما إن إحتضنت أبناءها عرفتهم من نبرات الحديث وعطر أقدامهم وأصوات نعالهم فكان اللقاء قويا ثابتا ،لم يسمح الفرح ليحكي تفاصيل الوجع والشوق الذي دام سنوات عجاف ،ليصبح اليوم شاهدا على ميلاد اسطورة حقيقية صنعها شباب ابطال كانوا ،بلأمس اطفال يعلقون احلامهم على هذا الجدار ويرسمون طقوس العودة تحت عيون تراقبهم لم تؤمن أن هؤولاء الصغار سيدخلون الأرض  ويزرعون الزيتونة شجرة خالدة ليتظلل تحتها كل من آمن بهم وأمدهم ذات يوم بأقلام رصاص ولوحات وأوراق  وريشة ليحلقوا بها فوق الأرض و السماء المسيجة للعبور واستعادة الحلم الذي اصبح حقيقة .

رابط مختصر: https://palfcul.org/?p=14025

Font Resize