ثمة َ طفلة ٌ تبكى – بقلم فرج الضوى مشاركة ضمن موسوعة “غزة كفاح وجراح”
ثمة َ طفلة ٌ تبكى
ياصباه ُ المعبقُ
من حواريه العتيقة ِ
من زُقاق ٍ تحبسُ الأحجارُ فى جُدَرانها نَسْغَ الجراح
ثمة َ طفلة ٌ تبكى
و ثمة َ بعضُ أوراد ٍ على شفة العجوز
المرتدى شالا ً و ديماية ً و عقالا ً مرعزيا
ذاهبا ليشق ُ أرضا ً باليد المحراثُ قد شَقّ المعالم فيها
يا صاحب الخوذة ِ ونجمةِ المثلثين
قد سَفَحَتْكَ يدُ الشقراء
هى نمرة عربية ٌ كَسَرَتْ زجاجة عطرنا الفواح فانداح
فى ريح الصبا عهدُ العروبة
غَيّروا الأسماء و الحارات غَيّروا الألوان
و كل اللافتات ِ على الحوانيتِ العتيقة
غَيّروا التاريخ
اخلغوا الأحجار من ثباتها
فى كل حائط
فُكوا فوانيس الشوارع
اخْلَعوا كل النوافذ
باغتونا بالقرارات الغريبة والمريبة
افرمونا فى مطاحنكم …
هواءا ً… أو…. رزازا ً …
أو ذراتِ قمح سوف تعلو فى الهواء
استنشقونا
كى نصير عجينا فى حناجركم
وأمضغونا أبلعونا
وأهضمونا أخرجونا
شُدُوا علينا الماءَ
كى نَسْرى بتصريف المجارى
اجعلوا منا سمادً للمراعى
سوف نخرُجُ حينها
متحولين
خُضرا ً يا نعين
فنحن زرع الله / نحن هواءه / نحن الشموس ونحن نحن الماء والأنداء
والزهر الملقح بالربيع / نحن انفلات فراشة من شرنق
نحن العصافير الكثيرة فى زقزقات الفجر
نحن التخوم / نحن النجوم
نحن نحن الأرض و الفلاح و المحراث وسواقى الجمال
بيوتنا قزٌ تماوج مثل قز الدود
نحن الطيور والأغاريد / اللون لونُ بنفسج ٍ فى الروح
فلازالت مفاتيح الديار معلقات ٌ فى رقاب عجائز النسوان
متدليات ٍ فوق أثواب مزركشة من لون زهر الأرض
و أنتم الصاروخ والدبابة الخرساء ومدافع الدم الغبية
أنتم القنبلة الذرية / أنتم النابلم / و الكبريت و الديناميت
والكيمياء / والبيولوجى و الجرثومى
أواه يا مدنى
هذه الصفحة “الخاطرة النثرية” مخصّصة للمشاركات والمساهمات الأدبية في موسوعة “غزة كفاح وجراح” الواردة إلى بيت فلسطين للثقافة
https://palfcul.org/?p=9989 الرابط المختصر