تجرُ الأم صوتها خلف الرحيل – بقلم نادين عز الدين مشاركة ضمن موسوعة “غزة كفاح وجراح”
تجرُ الأم صوتها
خلف الرحيل
تتفتحُ
دمعة هاربة
فوق خد الصغيرة..
يصيحُ الصبي،
فالدمُ دافقٌ
والرجل يحمل
بندقية..
الشجرة تقف منذ
الأزل شاهدة..
المفتاحُ صدأَ،
والباب مشرع..
الأرضُ تشرب الدم
وتنبتُ مقابر..
والموت يتكاثرُ!
ألا يكف الموت
عن المجيء …؟
الى الساكنين..
الى من أودعوا أحلامهم
في جرة اقلامٍ صامتة..
اليَّ..
إليكَ..
نحنُ الغافون في عمقِ
الخوف..
نحنُ المتهامسون،
فوق سطرٍ في الحكاية..
المقفلين أفواهنا
على حزنين متعانقينِ،
أسفل خطوط الدهشة
نرقبُ من بعدٍ
تحليقَ العصافيرِ..
زفافَ الغيم..
وابتهاجَ الموت على مقربةٍ!
نسترق السمع لفراشة غطى جناحيها
دم تناثرَ بعد اتفاق ود
بين من يمتهنون الموت،
الذين يسكِرُهم نحيبُ الصغار …!
لون الذهول في أحداقهم
ووقع أصوات الأمهات تلهث في السؤال،
أينهُ يوسف؟
ككل يوسفٍ يا سيدتي،
يموت يوسف..
إخوتهُ يفرشون الجبَّ،
يعبدونه بالرصاص..
وفي الخفاء يحيكونَ أكفاناً..
تليقُ بالموت القسري..
ونحن الغافون..
نتهافتُ لرصفِ مربعاتٍ سوداء،
حداد واستنكار..
بأن يوسف لا يلبثُ
في كل يوم يولدُ..
ليموت في اليوم الذي يليه..
منقوصا بالصمت
في رحم الانفجار..
ليموتَ وأحلامهُ،
معلقة فوق
حبلِ ذكرياتٍ لم تحدث..
لم يمنحوها فرصة
الحدوث..
أطلقوا
رصاصة..
فانسدل شعرُ يوسفَ،
يا أمهُ…!!!
واصفرَّ
وجهه كخريف..
ونحنُ نتهامسُ،
في العتمة..
يالا ثارات يوسف..
يالا ثاراتِ يوسف..
هذه الصفحة “الخاطرة النثرية” مخصّصة للمشاركات والمساهمات الأدبية في موسوعة “غزة كفاح وجراح” الواردة إلى بيت فلسطين للثقافة
https://palfcul.org/?p=12028 رابط مختصر