“بِعثَةُ الأَحرَار”- بقلم سُولاف سُبَاعِي مشاركة ضمن موسوعة “غزة كفاح وجراح”
خاطرة خاصة بالبعثة الطبية الجزائرية المرسلة إلى قطاع غزة بتاريخ 2024.07.05
فَلَسطِين … جَاءَكِ الأَحرَار
مِن أَرضِ الشُّهَدَاءِ الأَبرَار
أَرضِ الجَزَائِر
جَاؤُوا حَتَّى يُضَمِّدُوا جُرُوحَك
يَرْوُونَ مَآَسِيك
لِأُمَّةٍ نَكِرَةٍ نَكْرَاء
تَشُدُّ عَلَى آذَانِهَا الصَّمَّاء
نَحنُ لَا نَسمَع
نَحنُ لَا نَرَى
وَحَتَّى لَا نَتَكَلَّم
نَأبَى نُصرَتَك
نَخشَى مُجَارَاتَك
نَحنُ أُمَّةُ المِليَار
بَعضُنَا مُطَبِّع
وَبَعضُنَا يَخشَى الكَلَام
وَبَعضُنَا يَتَحَدَّثُ فِي الظَّلَام
وَشُجَاعُنَا وَحدَه
يَحمِلُ بُندُقِيَةً وَمِدفَع
يُوَاجِهُ مُحتَلًّا جَبَانًا
سَانَدُوهُ جَمَاعَةُ الخُذلَان
نَاصَرُوه …
بَل وَحَتَّى دَعَمُوه
أَنتُم!!! سُحقًا لَكُم وَلِذُلِّكُم …
نَحنُ هُنَا نَرُدُّ عَنكُم
بعثَتُنَا الطِّبِّيَةُ جَاءَت يَا فَلَسطِين
تَتَطَلَّعُ الِارتِقَاءَ وَالشَّهَادَة
مُحَمَّلَةً تُرِيدُ تَضمِيدَ جُرُوحِك
اِفتَحِي البَابَ يَا فَلَسطِين
عفواً …
بَل اِفتَحُوا الـمَعبَرَ أَيُّهَا الـمُحَنَّطِين
بعثَتُنَا الشَّرِيفَةُ جَاءَت وَلَن تَعُود
سَنَبقَى هُنَا نَنتَظِر
نَمُوتُ عَلَى أَرضِهَا أَوْ نَنتَصِر
جِئنَا نُدَاوِي آهاتِهَا
نُؤنِسُ وَحدَتَهَا
وَنُنِيرُ ظُلمَتَهَا
أَو نَستَشهِدُ وَنَلتَحِقُ بِشُهَدَاءِ الأَقْصَى.
فَأَنتِ الحَقُّ يَا فَلَسطِين
وَأَنتِ الشَّهَادَةُ يَا فَلَسطِين
بَكَيْتِ جُرُوحَك
صَوَّرتِ مَآسِيك …
نَادَيْتِ كُلَّ العَرَبِ فَهَل مِن مُجِيب؟؟؟
أَنَا مَجرُوحَةٌ فَدَاوُونِي
أَنَا فِي ظُلمَةِ القَبرِ الـمُوحِش
دَمَّرُونِي إِخوَتِي
خَذَلُونِي أَحِبَّتِي
طَوَّقُوا عَلَيَّ الحُدُود
وَنَثَرُوا عَلَيَّ الرَّمَاد
أَرَادُوا رَدمِي حَيَّةً فَازدَادَت آَلَامِي
لَحظَة !!!!
سُكُوتْ مِن فَضلِكُم …
إِنِّي أَرَى ضَوءٌ مِن بَعِيدٍ مِن بيتٍ مَهجُور
رُبَّمَا أَتَى لِنُصرَتِي (أَمَل)
أَو أَتَى لِمُوَاصَلَة أَذِيَتِي (يَأس)
نَعَم أَتَوا لِنُصرَتِي
مُحَمَّلِينَ مُعَبَّئِين
بِالحَقَائِبِ الطِّبِّيَةِ لَا المِدفَعِيَّة
فَافتَحُوا لَهُمُ الأَبوَاب
وَافرُشُوا لَهُمُ الزُّهُور
زُهُورَ الشَّجَاعَةِ وَالإِنسَانِيَّة
زُهُورَ الأُخُوَّة …
إِنَّهَا الجَزَائِرُ الأَبِيَّة
يَا سَادَةَ الخُذلَان
يَا سَادَةَ النُّكرَان
جَاءَت مَن لَا تَخشَاهُم
جَاءَت مَن لَا تَخشَاكُم.
أَنَا أَسمَعُ صَدَى صَوتِهَا وَهِيَ تَقُول
“أَنَا قَلبِي فَلَسطِينِي”
“أَنَا مَعَكِ ظَالِمَةً أَو مَظلُومَةً يَا فَلَسطِين”
آاه يَا أُمَّاهُ … آاه يَا قُدسُ وَيَا شَجَرَةَ الزَّيتُون …
كَلِمَات …
جُرُوحِي بِهَا ضُمِّدَت
آلامِي بِهَا زَالَت
أَرَى أَشجَارًا خَضرَاء
أَسمَعُ صَوتَ الآذَان
أَطفَالًا بِرَايَةٍ جَمِيلَة
تَعلُو قُبَّةَ القُدسِ وَتَهتِف
“تَحيَا فَلَسطِينُ، تَحيَا فَلَسطِين”
هذه الصفحة “الخاطرة النثرية” مخصّصة للمشاركات والمساهمات الأدبية في موسوعة “غزة كفاح وجراح” الواردة إلى بيت فلسطين للثقافة
https://palfcul.org/?p=10798رابط مختصر