توضأت بنادق الحرية
سجدةٌ للرصاص
تحصد القابعين خلف متاريسالوهم
اعتنق السياج الإسلام
واعتق الحصار من براثن العبودية؟!
***
تتبادل السنابل شمسها
آسرٌ مأسور
قاتل مقتول
وصرخات البنادق
تروي لمين سفك الدماء
كيف تئنفاء الفواجع
في قعر لام اللواجم؟!
وسين الساهرات..
تعجبني الجزع بكف الدعاء؟!
***
أيها الطين طاؤك
مياء
والنون نازح يبدأ وينتهي في فلسطين
ما أوحش الغربة
وإن طال فيها الكرم والتدليل
ما أصعبالحياة خوفا
وإن قصر عليها الوقت والتبرير
***
أخبرني يا رفيقي
عن حجرسد فجوة الفراغ
وحدثني أين صوت الضجيج
الذي كان يزعج عكاز جارنا؟!
هل مات حي؟ !
واختنقت أصوات الشوارع؟!
لقد قتلوا الأرصفة والطرقات
وسفكوا دماء الذكريات
***
ألني عن فجوة القهر في مديح الصباح
وعن حجريسد فجوة القبر
لكل مسكن الشوارع والأحياء
***
الطائرات تتعب في السماء
تنحني من ثقل القنابل
كي تستريح فوق أجساد الآمنين
تحمل من أرواح الأرض
وتترك أجساد العالقين بين الحياة والموت
الخائفين من فاجعة النجاة
ومن لضم فوّهات الفجر المترهل في الاستيقاظ
***
نَمْ يا رفيقي ساعة
قبل أن يكشف النهار حجم الدمار
قبل أن يسكب الحزن أمطار الانهيار
***
المدافع تعصر المدينة
والمباني تشتكي كُفر الحجارة
لم تؤمن الجدران بعدْ
لم يكن تحتها كنزٌ للأيتام
لا تُقام الأنقاض المتشابكة بأصابع الإنسان
من سيرفع ثِقل المارين في ذاكرة الركام؟!
من قضاءٍ إلى قضاءْ
ستنام الأحلام فوق أرصفة الخراب
***
تئنُّ الطرقات ليلًا
والنهار أفرغ المشاهد من الآملين
صوت الصفير لا يجذبُ مسامع العابرين
فقط دوي انفجارات
يخطف بصر العاضّين على أنامل الضوء
***
أفرغ حقائب العلم يا بني
القنابل تجهل لغة الرسائل
سنستبدل الأوراق بالقماش
ونستر الأجساد من برد الشتاء
فكيف نكتب للطائرات أننا
!على هذه الأرض نُحب الحياة؟
***
اختلط الحابل بالنابل
في المدارس الحروف ماء
الأرقام دواء
!!!الشهادات إيواء
المعلمون رجال اصلاح
طوابير النشيد صوت مذياعٍ
يُعلن الحرب كلّما اصطفّت الأمنيات
***
أخشى أن يُطلق سراح الكلمات
عابسٌ وجه النداء
حزينةٌ حناجر النساء
الرجال عاجزون عن ستر عورات المساء
وبين أحضان الضباب
يقطن أبناء من غرسوا سنبلةً للأحلام
*******
الجرّافة تُكشّر عن أنياب مِشطها
تُريد فرد خُصل الحديد
وفتح ممراتٍ للضوء
الشمس تدمع على مَن علق بين أسنانها
أولئك من خبأهم الحصى والسواد
متى تلعق السماء رائحة الدماء
وتمسح عن قلوبنا ذنوب الأمل في الخلاص؟!
***
رحل المارون في أوقاتنا
القابعون فوق بندول حكاياتنا
العالقون بين ألسنة الرجاء
***
يا يوسف
الطائرات غارت على إخوتك الكبار
الحرب ابتلعت ابن أمك في مخاضها الأخير
حاصروا الحصار بالقنابل
زرعوا الألغام في الحناجر
فجّروا السمانَ العجاف
لسنا من أوْلي العزم
ولا ريح تُبشّرنا بعد الفراق
وحده أنين الدعاء
من يؤنس وحدتك تحت الركام
***
الذئب يا ليلى
يعشقُ الكعك يفوح من بين أنامل براءتك
مخلصٌ هو في الغابة
خائنٌ حين يعتلي شوارع المدينة
ماتت الجدة ولم تخبرنا
أين خبأت ليلى أساور قلبها؟
وأين طار منديل رأسها
أكان يُغطى شعرها المجدول بالحقيقة؟
سينام الذئب مطمئنا
حين تخلو المدائن من ليلى
ولا جدة في المدينة تروي قصص الأبطال
حديث الأنامل بعضه لبعض
ماتت أمي…
ومات أبي…
ولازال إخوتي تحت أنقاض البيت
هل لازلت تصطف في طابور الخبز؟!
مَن ستطعم بعدهم؟
سأطعم الركام علّه يستحي
يلفظ من بين الدمار أحد اخوتي
أو يترك لي صورة تجمعني بهم
وحدها السماء مَن تستحي
حين نصبح أكبر من حجم القنابل
سنطعمها بأصابع قلوبنا صور الأحباب
ولن تعيد لنا مَن ذاق حلاوة النهر
وأكل من تفاحة الجنان
***
نسمع حسيس من طوت أسماءهم سجلات الموت
نضرب كفًّا بكف الآهات
كلما مرت صور العابرين في مخيلة الأمس
هل سنخيط فجرا يدلنا عن بزوغ شمس غابت بهم؟!
نحن الغارقون بدماء مَن سقيناهم حليب آمالنا
نحن الناجون بدماء مَن أطعمناهم خبز آلامنا
سنبقى نكرر التراب
وندفن حرفا بين الحاء والباء
***
سنبني الخيام
فوق رؤوس أحلامنا
نشد مِئزر الحنين إلى البلاد
ونمشي في ممرات الدعاء
نُقلب صور الحكايات
نجمع حطام الذكريات
ونبكي نهرًا مالحًا
يغسل جسد السراب
ويكشف دربًا بين أحضان الضباب
https://palfcul.org/?p=13517: رابط مختصر