اِرْكَبوا مَعَنا – بقلم جواد عامر مشاركة ضمن موسوعة “غزة كفاح وجراح”
يا لوحة الوحي فيها الشِّعْرُ قد كُتِــــبا ناراً ورَعْدا وبَرْقاً يُطْــلِقُ الغَـــضَبا
يا سِدْرَة المُنْتَهـــى يهْفــو لرؤْيتِها قلْبٌ شِغافُه تهْوى القُــدْسَ والـعرَبَـــــا
قلبٌ إذا دُميةٌ تبــكي خَليـــلتَها تحْتَ الجِدارِ بَكاها السَّـــقْفُ وانتَــحَبا
قلبٌ صَهاينَةٌ لم يمْـلأُوهُ رِضــىً عنهمْ ينالُ به عَرْشاً ومُــكْتَسَــبا
يا كوْكبا من ضِياء الله مُنْــــــبَلِجٌ في غَزَّتي نَثَرَ الفَيْــــروزَ والذَّهَبا
يا صاحِ: رَ السَّــيفَ ما يـــزالُ فيه دَمٌ في حَدِّه ظَفــرا حُــــلْوا قدِ انْكَـتبا
“صلاحُ “يُمْسكُه تحـــت الثَّرى بَرِماً والخــــيلُ من فــوقه يدْعـــوه مُضْطَـرِبا
يدْعوهُ في عَجـَــلٍ لمَّا رأى عَرَبا تَهـابُ صَـهْوَتَه والسَّــــيْفَ مُخْتضِبا
يدْعُوهُ منْ ألمٍ لمَّا سَرَى وَجــَــعٌ في قلْبِ نخْـوتِنا وامْــتدَّ مُغْتــصِبا
لمَّا رأى الخَيْلَ تـــــجْري وتَسْتَبقُ في حانةٍ سَكِرتْ تمــــايلَتْ طَـــرَبا
وصِبـــــــيَةٍ بيْن إسْمنْتٍ تمُصُّ دمًا من صَدْرِ أمٍّ فيَغْــــدُو خَمـْـــــــــــرُه عِنَـــــــــبا
وينْبُتُ الكَرْمُ في الأجْداثِ واثِــــــبةً أغصانُه نــحو فـــِـــرْدَوسٍ له وَثَــــــــبا
هذا الصغيرُ الذي هبــــَّـــتْ ملائكةٌ كي تَرْتَدي قبَــــــــساً من نُـــورِهِ شُهُبَا
هذا الجميلُ الذي ما حَرَّكَ الْهِمَــــــــــــمَ فيكُم وأشْــبعْتُمُوهُ مــــنْ ذِلَّـــــةٍ كَذِبَا
أثْخَنْتمو قلبَه بجــــــــــراح ذِلَّتِكُمْ وليس كالذُّلِّ جُرْحًا في الدُّنى الْتَهَـــــــــــبا
كمْ صَدَّ عنكم رصاصا طفل غزَّتِنا كمْ أوْقَفَ الزَّحـــفَ من دبَّابـَــةٍ وكَبا
واخَجـْــــــــــــلَتاه أطِفلٌ مُذْ هزيمتنا دِرْعاً تَخِذْناهُ قدْ قُبِّحْــــتِ واعَـــرابا
وكمْ عجوزٍ بكتْ سُخْطا عُروبَتَكُمْ ما حرَّكَتْ فيــــكُمْ عِرْقا ولا عَصَـــبا
أَ كالجَلاميدِ أنْتــــــــــم أمْ عُروبتكُمْ مُذْ موتِ خالـــدنا لمْ تبْرَحِ الكـــتُبَا
ألم يُحَرِّكْ دمٌ في غزَّتي كَبِــــــداً ألم يجِــــشْ خاطرٌ بمــقْطَعٍ كَرَبا
أقْبِحْ بعُرْبٍ ترى الأطفالَ مذْبَحَةً والطَّـــبْلُ في يدِها تَدُ قُّـــهُ طرَبا
والشيخُ في بِرَكِ الدماء حــــــامَ بها ذُبابُكُم هَزِجا منْ نهــــــرِها شَرِبا
يا أمَّةً كُلُّ ما تسـطاعُهُ ضَــــرَعٌ في مسجدٍ بغُثاء السَّـيْل مُصْطَخِبا
مِلْيارُنا عُمَرُ المِغْوارُ يكْتُبُــــها مَرْثِيَّةً تَعْصِرُ الخَـــيْباتِ والْعَـــــطَبا
يا أمَّة أَغْرَقَتْ في الجُبِّ يوسـفَها غدْرا وجاءت دُجىً تُســابِقُ الكَــذِبا
رُؤْياهُ شَمْسُ الضُّحى في كفِّنا نَثَرَتْ منْ سَجْدَةِ الأَزْهَرَيْنِ في الثَّـــرى ذَهَبا
لن تَقْبلَ القُدْسُ عُذْراً من سيــــــــــادتكـمْ لن ترْتضـــــي قِمَـــــــماً تُجَـــمِّلُ الخُطَبا
ملَّ الرَّضيعُ وملَّ الشـــــــــــيخُ مسْرحَكُمْ مَلَّ المُمَثِّلَ والأَضْــــــواءَ والْخَـــــشَبا
لن يغْفر الطفل في سمائه لكُمُو لن تصفح امرأةٌ عن جُــــبْنِكُمْ حِــــقَبا
لن يعْفُوَ الطفلُ لمَّـــــا دُكَّ مَلْعــــبُه وكان فيــــــــه مع الأتــــرابِ قد لعِــــــــبا
يا خالدُ انْظُرْ بغيْرِ الســــيفِ والــــوتَرِ صُفْرَ الجِمالاتِ بالْوَلاَّعَــــةِ الْتَهَـــــــبا
منْ نُقْطَةِ الصِّفْرِ إعجازٌ يُرَى ظــــفَراً والموتُ دانٍ من الوريــــــد واعــــجبا
“ياسينُ” من سَقَـــرٍ ترمي ملائـــكُها دبَّابةً حِمَما تغــــْـــدُو لها حَطَـــــبا
رمْياً من الله يشْــــدو به بــطلٌ فيُزْهِرُ النَّصْرُ نجْماً يُرْقِــصُ السُّحُبا
وأنْتُمُو العِهْنُ منْـفوشاً تَحيكُ بــــــــــهِ صُهْيُونُ ما تبْتَغي منْ مَلْبَسٍ قَشِبا
صاغَتْكُمُو خاتَــما يسْنو بأصْبُـــــــــــعِها وصَيَّرَتْكُمْ دُمــــىً بها الرَّدى لَعِـــبا
تجري سفينتُنا في بحْــرِ مــــــعركةٍ للموج فيه هديرٌ يُنْشِـــــدُ الغَضَبَا
طوفانُنا وَجَــــعٌ في قلبِ صهْيَنَةٍ أذاقَها عَلْـــقَما والذُّلَّ والكـرَبا
يا حسْرَةَ القــــوْمِ لمَّا الماءُ يغْمُرُهُمْ ونوحُنا مَضَـضاً يدْعوهُــمُو رَغَبــــــــــا
أَنِ ارْكَبوا معنا فاللهُ عاصـمُنا فاخْتَرْتُمُو شُعَبا وصِـرْتُمُو عُصَــــبا
قدْ ذَلَّ منْ بِذُرى الجـبال مُعْتَصِمٌ وعزَّ مُعتـصِمٌ باللـه إذْ ركِـــبا
مِنْ أَيِّ المــعادنِ أنْتمْ والرَّدى حِمَمٌ فوقَ الصَّبِيِّ بمشْفىً قدْ غــدا خَرِبا
إنَّ المساجدَ تَهْوي في الثــــرى قِطَعاً يا أمَّةً وَهَبَـــــــــتْ لزُخْـــــــرُفٍ رُتَبا
قد كان مســــــــــجدُنا في ” يثْربٍ” سَعَفًا وجَحْفَلُ الرُّومِ منْ أسْـــــــــيافِنا هَــــــرَبا
قد كان مَأْكَلُـــنا تَمْـــــراً على طَــــــــــــبَقٍ والماءُ مشْـــــربَنا منْ قُرْبَـــــةٍ عَذُبا
يا أمةً تحْسَبُ الأطْبـــاقَ مفْـــــــــــــخَرَةً ما الفخْرُ إلا بنَــصْرٍ يُنْطِــــــــقُ الكُتُبا
صُهْيونُ يَخْــــتِلُكُمْ كالذئْب في حَــــــــــــــــــــمَلٍ إيَّاكُمُو الذِّئْبُ في حَــــــــمْلٍ إذا اقْتَرَبَا
يا جُبْن ثَعْلَبَةٍ بالأمْـــــسِ قد هَرَبَــــت من مِخْلَبِ العَـــــربِ الفَتَّاكِ إنْ نُشِبا
واليومَ أقْذاؤنـــــــــــــا كالأرْنــــَبِ الوَجِـــــــــــــــــلِ مِنْ رعْشَة العُشْب إِنْ بالرِّيحِ إِضْطَرَبا
إلا كتائِــــــبُ من ينبـــــوعـــــــــها انفجرت فخافَ من سَيْلِنا صُهْــــــــــــيونُ وارْتَعَبا
هذي الكتائبُ ماءٌ منه قد غَـــــــــــــــــــــسَلتْ وجْهاً عُروبَتُـــــــــــــــنا يا لَلْعارِ إذْ تَــــــــرِبا
واخجْلَتاهُ أيا ” صـــــــــلاحُ “والعَــــــــــــرَبُ ترنو بطرفٍ كســــــــــيرٍ للَّيْلِ منْتَقِبا
ترنو إلى طفلة في الحرب قد ظَمِئَتْ وعنْ كِسْرَةِ خُـــــبْزٍ تطْفِئُ السَّغَبا
مُتْ أيها الشيخُ ،مُتْ يا لَحْنَ مِئْذَنَـــــــــــــــةٍ صيحي أيا طـــــــــــفلةً صُياحُكِ احْتَجَبا
حتى الفَراشُ وحتى النَّحْلُ أعْدَمــــــــــــــــهُ صُهيونُ حتى غــــــــــــــــــــــصونٌ قُطِّعَتْ إِرَبا
زيتونةُ الحقلِ تبكي بُرُْتقـــــــــــــــــــالَتَها وبرتقـــــالتُهُ تبــــــــــــــكي الثرى اللَّزِبا
يا أمةً سِـــــــــــحْرُها دانَتْ له أُمَــــــــــــمٌ إني أراهُ عــــــــــــــــــــليك صار مُنْقَلِـــــــــــــــــــــــــــــــبا
هذي العُروبة مَوْتٌ يرْتَـــــــــــــــــــدي كَفَناً هذي العــــــــــــــــــــــــــــــــروبةُ وجْهٌ ذابِلٌ شَحَـــــــبا
عُذْرا فما أنْتُمُو منْ جِلْدَةِ العَــــــــــــــرَبِ إن العـــــــــــــــــــــــــروبة لا ترتضي لكم نَــــــــسَبا
أيْ غزَّتي يا جمالَ الَّلهِ في وهَـــــــــــــــــــجٍ مِشْكاةَ زَيْتـــــــــــــــــــــــونَةٍ تَنَاثَرَتْ ذَهَـــــــــــــــــــــــــــــــــــبا
عُذرا فما حيلتي والبُعْدُ يقْتُلُـــــــــــــــــني يا لَيْتَني كنْتُ زَيْتــــــــــــــــــــــــــــوناً يُرَى خَصِبا
يا ليْتَني كُنْتُ فيكِ اللَّحْنَ أَرْتَفِــــــــــــــعُ تكْبيرَةً في سَماكِ تَخْــــــــــــــــــــــــــرِقُ الحُــــــجُبا
يا ليتني كنت رَشْقًا من بنادِقِـــــــــكِ أرمي عِدانا وأرْجـــــــــــــــــــــــــو اللهَ مُحْتَــــــــسِبا
طوبى لكُم عَدَنٌ والنهرُ من عسلٍ والماءُ من كــَــــــــــــــــــــــوْثَر الله لكُم وَجَبــــــــــــــا
وأنتِ ياعُرْبُ فالتاريخُ مُنْكَتِـــــــــــبٌ لنْ يَمْحُوَ الدَّهْــــــــــــــــــــــرُ ذُلًّا قدِ انْكَتَـــــــــــــــــــــــــــبا
يا وصْمَةَ العارِ في وجْهِ سُــــــــــــــــنْبُلَةٍ في غُصْن زيْتونةٍ ،في مسْــــــــــــجِدٍ خَرِبا
لن يَسْلُوَ الدَّهْرُ تصْعيرا بخَدِّكُمُو لنْ يسْلُوَ الجُبْن والرَّقْـــــــــصاتِ واللَّعِبا
أَيْ غَزَّتي يا نُجومَ الليلِ مُزْهِـــــــرَةً بُرْجَ الثُّرَيَّا يســـــــــــيرُ فيه مُنْتَــــــــصِبا
يا فُلْك نوح على العُبابِ إذْ بَذَرا نصْرا على جَبلِ الجودِِيَّ قد عَشِبا
إنّي أرى النَّصْرَ في طوفاننا قَمَراً والفُلْكُ تكْتُبُه حتّى غدا كُتُـــــــــــبا
صَبْرا فإنَّ بُعَيْدَ العُسْرِ مَيْسَــــــرَةً والشَّرْحُ آتٍ لصــــــــدْرٍ ظلَّ مكْـــــــــــتَئِبا
صَبْرا فإني أراكِ اليومَ سُنْــــــــبُلَةً أراكِ ورْدا ونخْلًا يغْزِلُ الرُّطَــــــــــــــــبا
هذه الصفحة “الخاطرة النثرية” مخصّصة للمشاركات والمساهمات الأدبية في موسوعة “غزة كفاح وجراح” الواردة إلى بيت فلسطين للثقافة
https://palfcul.org/?p=9385 الرابط المختصر