10 February, 2025

انهض ومُت بالكرامة – بقلم علي ناصر المرح

انهض ومُت بالكرامة – بقلم علي ناصر المرح مشاركة ضمن موسوعة “غزة كفاح وجراح”

إهداء إلى أبطال فلسطين ومواجهتهم الشجاعة للاحتلال الاسرائيلي الغاشم

اِنْهَضْ وَ مُتْ بِالْكَرَامَةِ أيُهَا الأسَدُ

أوْ عِشْ عَزِيْزَا فَلَا يَهْزَاءُ بِكَ أَحَدُ

اِنْهَضْ يَرَاكَ اَلطَوَاغِيْ شَامِخَا بَطَلَا

فَإِنْ سَجَدْتَ لَهُمْ ضَامُوْكَ وَ اضْطَهَدُوْا

فَهُمْ كِبَارَا تَرَاهُمُ إِنْ سَجَدْتَْ لَهُمْ

وَ إِنْ وَقَفْتَ عَلَى أَقْدَامِكََ سَجَدُوْا

اِنْهَضْ وَ مُتْ مِيْتَةُ اَلْأَبْطَالِ في شرفٍ

وَ لَاْ يُميتُكََ صَوْطُ اَلْقَهْرُ وَ الْكَمَدُ 

لِتَبْتَغِيْ مِنْ سَنَامِ اَلْمَجْدِ ذَرْوَتَهُ

اِنْهَضْ فَمَاْ ظَفَرُوْا بِالْمَجْدِ مَنْ قَعَدُوْا

اِنْهَضْ وَ لَاْ تَنْحَنِيْ مِنْ مَوْتِ تَخْشَاهُ

فَالْمَوْتِ آجَالُ لَاْ تَنْقُصْ وَ لَاَ تَزِدُ

مَنْ لَمْ يَمُتْ بِرَصَاْصِِ اَلْعِزِ مُقْتَحِمَاْ

يَمُوْتُ مِثْلِ اَلَذِيْ مَاْتُوْا وَ قَدْ رَقَدُوْا

َو كَمْ جَبَاْنُ تَحَاْشَى اَلْمَوْتَ فَأَدْرَكَهُ

وَ كَمْ بِعُمْرِ شُجَاْعٍ طَوّلَ اَلْأَمَدُ .

يا أيها العُربُ أصلُ الكِبرياءُ لكم

ما في سوى ذلك الأجدادُ أعتقدوا

بالعزمِ سادوا من الغبراءِ مُعْظَمَهَا

و حيثُ ما عمدت آحلامهم عمدوا

فما انتخينا و لا اهتَزَتْ شوارِبُنا

ِإلا متى غابَ فِينا الصبرُ و الجلدُ

و لا غزى المسلمين الذِلُّ في وطنٍ

إلا إذا ما عنِ الإسلامِ ابتعدوا

و فرَّطوا في المُقَدَسِ من أديمِهُمُ

و للسلامةِ من أعدائهم نشدوا

لَمَّا أخْتَشِيْنَا قرودَ الغربِ إذ برزوا

جاروا علينا و كم عاثوا و كم  فسدوا

تقاسمونا كأنا ثروةً لَهُمُ

و أخَّرُونا و هم نحو الفضاء صعدوا

تئآمروا ضد نهضة شعبنا العربي

و نفَّذُوا كل فينا مؤتمرْ عقدوا

استعمروا كل شبرٍ من أراضينا

و عذبونا و هم بالله قد جحدوا

فإن رأونا رقابَا تلتوي قطعوا

و إن رأونا ضهورا تنحني جلدوا

و حينما صارَ سادتنا لهم خدما

صرنا طرائقَ في أوصالها قددُ

و حين ثُرنا على طُغيانهم نَسُجَتْ

من المنايا لنا الأذخارُ و العُضُدُ

و آذنَ النصرُ منا كل عاصمةً

حريّةً نالها الإنسانُ و البلدُ

إلا فلسطين خالوها لشرذمةٍ

من الخنازيرِ من بلفَورِهِم وِعِدُوا

جاءوا المماسيخُ فاحتلوا طهارتَها

 أرجاسُ من كل منفى خاسئٍ  وفدوا

احتلوا الأرض و اجتاحوا مساكنها

و هَجَّرُوا أهلها ظلما و ما قصدوا

و دَنَّسَ المسجدَ الأقصى تطاولُهم

و حلت اكنافَه الأحزانُ و النكدُ

تلك المجازرُ في صبرا و شاتيلا

نيرانُها لم تزل لليوم تتقدُ

و سوف تبقى لنا ثأرا يحفزُّنا

و يوقضُ النارَ في الأكبادِ إن بردوا

تبقى فلسطين و الأقصى الشريفُ لنا

ما دامت الأرض تنبت و النساء تَلِدُ

فها هي القدسُ هاجت و القطاعُ معا

و في فلسطين هاجَ السيلُ و الزبدُ

و ها هو الجِرحُ من فُرْطِ النزيفِ غدى

هولا تراهُ فرائصهم و ترتعدُ 

ثوروا فقد ثأرت أرواحنا معكم

و سوف تأتي و فيها العونُ و المددُ

سَتَغْلِبُونَ و إن شَحَتْ و سائلكم

فلا عتادٌ سَيُجْدَيَهم و لا عَددُ

ما جيش صهيونِ إلا قِشَّةً خدعت

بعض العيون التي قد صابها رمدُ

سَيُهْزَمُون على أيدي صُغارِكمُ

و تزهقُ أرواحُ ما جمعوا و ما حشدوا

فالنصر حقا لأهلِ الحقِ و حدهمُ

هم الذين إذا جدَّ الوغى صمدوا

هم الأشداءُ حيثُ اشْتَدَ بأسُهُمُ

على العدوِ و أوفوا الله ما عَهِدوا

هم العروبةُ و الإيمانُ قاطبةً

هم الطلائعُ و الإمدادغ و السندُ

هي الجحيمُ على الأعداءِ ثورتهم

هم العُصاةُ و لولا  اللهُ ما عَبَدُوا

لَهٕم قلوبٌ حديدٌ في صدورِهُمُ

و بالشجاعةِ من بين الأُلى انفردوا

لو أن كل عروبيٍ وارداً معهم 

ما فاتهُ الشَرَفُ السامي بمن وردوا

قرابةُ الدَمِ يا أبناءَ جُلْدَتنَا

اليوم نَادَتْكُمُ لِلْثَأرِ فاتحدوا

إن الكرامةَ تغلي في شعوبِكُمُ

غليا براكينُهُ الأرواحُ و الجسدُ

و أنتمُ معشرُ الحكَّامُ كُلُكُمُ

أرواحُكُم يعتريها الثلجُ و البردُ

قد كان يكفي بيانا من جنابكمُ

يَدين قُبْحَ جرائمهم و ينتقدُ

ما للمغاويرِ إن هاجت شعوبُهُمُ

غاروا عليها و إن جاء العدو جمدوا

فأين منكم صلاحُ الدين نتبعهُ

نجِدُ في سعينا معهُ و نجتهدُ

قولوا لمن طبّعوا تبّا لما فعلوا

في جيدهم قد تلوى الحبلُ و المسدُ

مَا هَوْدُوْنَا وَ لَاْ ضَرّوْا عَقِيْدَتَنَا

بَلْ بِالتّنَخّي في أَنْفُسِهُمُ شَهِدُوْا

هذه الصفحة الخاطرة النثريةمخصّصة للمشاركات والمساهمات الأدبية في موسوعة غزة كفاح وجراحالواردة إلى بيت فلسطين للثقافة

  https://palfcul.org/?p=11910رابط مختصر

Font Resize