8 February, 2025

النصر آت طوفان الأقصى – بقلم عمر بن جعفر

النصر آت طوفان الأقصى – بقلم عمر بن جعفر مشاركة ضمن موسوعة “غزة كفاح وجراح”
النصر آت آت ، رغم قصف السفن و البوارج البحرية، رغم الجرافات ، رغم دوي مدافع الدبابات ، رغم هدير الطائرات التي تصول وتجول ترمي بحمم قنابلها المدمرة وصواريخها الرعناء بلا هوادة وهي تدك المنازل فوق رؤوس ساكنيها ، لعلعت الرصاص بين الأرض والسماء ، أحزمة نارية جوا وبرا وبحرا
حرب غير متكافئة
رعب رهيب ، وصبر غريب
** اصبروا أهل غزة فإن موعدكم الجنة **
أرواح الشهداء تعرج إلى بارئها راضية مرضية من تحت أنقاض المنازل والمستشفيات والمدارس مضمخة بالدماء الزكية ، مسكا تفوح تزفها ملائكة الرحمة ، طيور الجنة ترفرف باسمة فوق المواكب الجنائزية ، تحييها مرحبة مرددة
{ سلام عليكم طبتم ، فادخلوها خالدين }
خلايا ألوية المقاومة في جهوزية تامة بعد أن أدوا صلاة ركعتين ، إيمان قوي ويقين بنصر الله، دقت ساعة الصفر ، من فوهات الأنفاق خرجوا كلهم عزم وقوة وإصرار، يحذوهم أمل الانتقام والانتصار للشهداء الأبرار، اعتلوا صهوات ركام الدمار، بين الأموات والدخان الخانق والغبار ، يستنشقون رائحة البارود والنار ، غريبو الأطوار ، عندهم سواء الليل والنهار ، لا شيء يثبطهم ، لا شيء يعجزهم ، لا يعرفون المستحيل  رغم عددهم القليل ، رغم سلاحهم الضئيل ، لكنه في الأداء له صولة وصهيل
وإنه لجهاد ، نصر أو استشهاد
كبّروا وكبروا ثم كبّروا ، صوّب الأبطال ففجّروا ، هرولوا وأيديهم على الزناد، نحو فلول العدو الجبانة المدججة بالعدة والعتاد
  من مسافة الصفر تم الاشتباك ، حمى الوطيس واشتد العراك ، فخاخ وكمائن وشراك
هذا قنص قناصا ، وذاك فجر دبابة “مركافا” المتطورة والمزودة بأحدث التقنيات، وضع عليها بيديه عبوة شواظ  الناسفة بجرأة وحماس وبسالة منقطعة النظير ، وهؤلاء باغثوا قوة راجلة فأجهزوا عليها ، وأولئك استهدفوا دبابات وجرافات وناقلات جند بقذائف ياسين 105 فتطاير حطامها واشتعلت فيها النيران
عمليات نوعية، قدرات عالية أرعبت فلول العدو ، سدد الله رمي المقاومين ، أردوا جنود الغزاة بين قتيل وجريح ، ومن تبقى فر مرعوبا يصيح
{ كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله }
عرس النصر علت زغاريده صداحة تشحذ الهمم وتضمخها بالدماء الزكية التي سالت على ثراك يا غزة تسقي أرواحا عرجت إلى بارئها، لتنير الدرب لبواسل حماس ، أبطال المقاومة الأحرار، أحرار غزة العزة ، كتائب القسام وكتائب الأقصى وسرايا القدس، رشقات تلو الرشقات ، رشقات صاروخية تجتاز غلاف غزة إلى المدى البعيد ، من المستوطنات إلى تل أبيب ، صالوا وجالوا ثم عادوا إلى قواعدهم سالمين منتصبي القامات ، مرفوعي الهامات ، ينتشون بالنصر ، والنصر من عند الله آت، بأيديهم بنادق ورشاشات ، وقنابل وقذائف وعبوات ، وبين جوانحهم ينبض قلب غزة العزة الأبية
هذه الصفحة “الخاطرة النثرية” مخصّصة للمشاركات والمساهمات الأدبية في موسوعة “غزة كفاح وجراح” الواردة إلى بيت فلسطين للثقافة

الرابط المختصر:  https://palfcul.org/?p=10289

Font Resize