يا خجلَ الرِّيشةِ من لوحاتٍ يرسمُها شريانٌ!!
تتلَّوى ريشتي خجلى، تخفي الرَّأسَ في الألوانِ تتأوَّهُ، تتمرَّدُ تعلنُ العصيانَ، تصرخُ لم أعدْ أقدرُ! دعوني لم أعد أصبرُ! ألواني كلُّها أسرى خطوطي؛ كلُّها حيرى، لوحاتي لا لونَ لها، وشخوصي باتت أشلاءً، اللونُ الباقي لونُ الدَّمِ والخطُّ الأوحدُ خطُّ الموتِ، وأنا متعبةٌ حيرى؛ أخجلُ من نفسي من حجمي المتضائلِ أمامَ قاماتِ الشُّهداءِ!
علَّمني طفلٌ غزّاويٌّ سرَّ اللونِ الأحمرِ! فكَّ أمِّيَّتي باللونِ أفهمَني: أنَّ الأحمرَ كافٍ، أنَّ الأحمرَ هوَ كلُّ الألوانِ، قال لي: بالأحمرِ وحدَهُ تُرسمُ الشَّهادةُ، يُرسمُ النَّصرُ، تُرسَمُ الحريَّةُ، وعلى جدارِ بيتِهِ المهدومِ سطَّرَ دمُهُ القاني لوحتَهُ الخالدةَ، فيا خجلَ الرِّيشةِ من لوحاتٍ يرسمُها شريانٌ!
يا خجلَ الرِّيشةِ من لوحاتٍ يرسمُها شريانٌ!!
رابط مختصر:https://palfcul.org/?p=12298