سألَ غسانُ هذا السؤالَ وراحَ.
بعدَ زمنٍ؛ جاءَ رجلٌ يقدِّمُ الإجابةَ عن الذينَ وافتْهم المنيةُ داخلَ الخزانِ.
إنَّ هؤلاءِ الرِّجالَ خلَّفوا وراءَهم الجوابَ، عنوا أنَّنا سندركُ وسنرفعُ الحجابَ عن السؤالِ، وليؤكدوا لنا أنَّهم ليسوا غافلينَ، أو أنَّهم لم يخطرْ على بالِهم قرعُ الخزانِ، بل لهم يقينٌ ألَّا أحدَ يغيثُهم، ولو مكثوا يدقونَ، فما من سامعٍ، وما من ساعِ لإنقاذِهم.
أضافَ الرَّجلُ: لقد فقدوا الآمالَ في آذانِ بني الإنسانِ، فكيفَ يرجونَهُ في دقِّ جدرانِ خزّانٍ.
هل من صحَّةِ العقلِ وسلامتِهِ أن تُرجى الجماداتُ، مع فقدانِ الرَّجاءِ في أصحابِ الفكرِ واللسانِ.
يستمرُّ الرجلُ، وقلبُهُ يُعتَصرُ ألمًا وحسرةً!
لماذا نلقي اللومَ على أصحابِ الخزّانِ؟!
ها نحنُ اليومَ نرى؛ ما أفادَنا الدَّقُّ والقرعُ؟! إنَّنا تجاوزنا كلَّ هذا، بل أسمعْنا ونادينا واستغثنا، بل وسُفِكت دماؤنا، وهُدِمت دورنا، وقُطِعت أجسامُنا، واغتيلت قيادتُنا، وارتُكِبت أبشعُ الجرائمِ في عصرِنا على مرأى ومسمعِ كلِّ مخلوقاتِ الدُّنيا، هل نفعَنا هذا؟ هل أغاثَنا أحدٌ؟ هل استجابَ أحدٌ لقرعِنا ودقِّنا؟!
نطقَ طفلٌ بريءٌ: لماذا لم يتركوا دقَّ هاتِهِ الآذان؟
نظرَ الرجلُ إلى الطفلِ وعيناهُ تملؤها الشفقةُ والحزنُ! وقال: حتّى نُثبتَ عليهم الحُجةَ بأنَّهم قالوا سمعنا وعصينا، وأبصرنا فتعامَينا.
مرَّ رجلٌ شيخٌ يقولُ: لماذا تخلَّت عنّا أمَّتُنا؟ لماذا دعوناهم فما استجابوا؟
وردَّ الرَّجلُ: (إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ)
أعلمتَ، لماذا لم يدقُّوا جدرانَ الخزّانِ؟
رابط مختصر: https://palfcul.org/?p=12960