في السنةِ الخامسةِ للهجرة تجمعتْ أحزاب الكفر من قريشٍ وغطفانَ ويهودِ المدينةِ ومنافقيها ومن تحالفَ معهم، ضدَّ النبيِّ صلى الله عليه وسلم وأهلِنا في المدينةِ المنورة..
وما أشبه الليلة بالبارحةِ، فقد تجمعتْ أحزاب الكفر في عصرنا من يهودَ وصهاينةٍ وصليبيين من أوروبا وأمريكا وأعرابٍ ومنافقين ضد أهلِنا في غزة.
هدفُ العدو هو القضاءُ على الإسلام واستئصالُ شأفةِ المسلمين من المدينة.
وهو هو هدفهم اليومَ في غزةَ وتهجيرُ إخوانِنا منها.
استخدم المسلمون قديمًا الخندقَ لصدِّ العدو، وعسكروا خلفَهُ ومنعوا أيَّ تقدُّمٍ للأحزاب، واليومَ أعادَ المسلمونَ الخنادقَ والأنفاقَ وعسكروا فيها وعَجِزَ العدوُّ عن تدنيسِ أراضي غزَّةَ الطاهرة.
نقضَ بنو قريظةَ العهدَ الذي بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم، وتكلمَ المنافقون وطعنوا في صدق النبي صلى الله عليه وسلم فاشتدَّ البلاء على المسلمين،
وقد وصف القرآن حالهم،
قال الله: “إِذْ جَاءُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا”
ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقوّي عزائمَ المؤمنينَ ويبشِّرُهم بالنَّصرِ في أحلكِ الظُّروف.
وفي أيَّامِنا هذه نقضَ مُدَّعو المقاومةِ عهودَهم ومساندتَهم، ونقضَ من حولَهم من الأعرابِ أيَّ صلةٍ بهم، وتركوهم وحدهم، وابتُلي المرابطونَ هنالك، وزُلزلوا زلزالاً شديداً.
يقول بعضهم: والله لقد زاغت الأبصارِ وإنَّا لنُزَلزل، وإنَّ القلوبَ قد بلغتِ الحناجر،
كيفَ لا! وهم يُمطَرُونَ بأطنانِ القذائف.
واتسعتْ ساحاتُ المعركةِ في السابق قال الله: (إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ)، ومثلها اليوم جوّاً وبرّاً وبحراً فقد جاء قصفُ العدوِّ من كلِّ اتجاه.
وظهر المنافقونَ المخذِّلونَ، فاعتذروا عن خوض المعركة وقالوا: (إنَّ بيوتَنا عورة)، وشككوا في النصر فقالوا: (ما وعدنا اللهُ ورسولُهُ إلّا غرورًا).
وظهورُ أحفادِهم اليومَ، وقد تشابهتْ قلوبُهم، فقالوا قولَهم: إن بُلدانَنا عورة، نخاف الدول الكبرى وأمريكا،
وشككوا بالنصر فقالوا: لن تنتصرَ المقاومةُ في غزةَ، وما إقدامُها إلا تغريراً وتهوُّراً.
وانبرى الطابورُ الخامسُ وهم (المعوِّقُون) للمشهد، يطالبون أهل يثرب بالنزوح،
قال الله: (قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا)،
وقال عنهم: (وَإِذْ قَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ يَأَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُواْ)،
يريدون عدمَ المواجهةِ والنزوحَ والهرب.
وهم هم اليومَ يطالبونَ أهلَ غزةَ بالنزوحِ لسَيناءِ مِصْر، والنجاةِ بأنفسهم، ليهربوا من ساحةِ المعركةِ بنفسِ حججِ أسلافِهم، (لا مُقام لكم)، أي لم تعد غزةُ أرضا للإقامة؛ لما يكتنِفُهَا من الأخطار.
وقد بيَّنَ اللهُ سببَ ذلك بقوله: (وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا).
ولكنَّ الله ثـبَّتَ المؤمنين، ولم يَضُرَّهُم تخذيلُ المنافقين، وسطَّر القرآنُ ثباتَهم فقال: (وَلَمَّا رَءَا الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُواْ هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا)، فقال الله عنهم (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا)
وها نحن نرى ثبات الأبطالِ في قطاعِ غزةَ العزةِ، ونسمعُ ذاتَ القولِ منهم، (هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ).
قولاً بالخطاباتِ المتعاقبة، وفعلاً بالثباتِ الأسطوريِّ في الميدانِ، إيماناً وتسليماً.
أنا فِلَسطينُ فاقْرأ سُورةَ (الطُّورِ)
إنَّ الشُّموخَ الذي أحياهُ أسطُوري
القُدسُ رُوحِي وعِزّي والهَوى ودَمي
وكلُّ ذرّاتِ هَذا الكَونِ جُمهُوري
ومَا عليَّ من المستَعربينَ إذا
بَاعُوا سَأنفخُ في سمْعِ الدُّنا ثُوري
الأرضُ أرْضِي وتَأريخِي ومُعْتَقَدِي
وتحتَ أقْدامِنا ذا (وعْدُ بِلْفُورِ)
وبعدَ أن بذلَ المسلمونَ الأسبابَ الإيمانيةَ بالثباتِ كافةً، والعسكريةِ بحفرِ الخندق، وبعد أن تحققَ الابتلاءُ والتزلزلُ للمؤمنينَ، تدخَّلت الأسباب السماوية، وخلَّدَ القرآن طريقةَ نصرِهم قال الله: (فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا)، وقال واصفاً حال الأحزاب: (وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا * وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا * وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا)..
وفي طوفانِ أقصانا: بعد أن بذل المجاهدونَ المرابطونَ غايةَ جهدِهم، الإيمانيِّ بالصبرِ والثباتِ، والعسكريِّ بحفرِ الخنادقِ والأنفاقِ، وصنعِ السلاحِ، وبعدَ أن ابتُلي المؤمنونَ وزُلزلوا، سينصرُهم اللهُ تعالى لا محالة، لا يضرُّهم من خذلَهم،
وستَفْشَلُ الحملةُ العسكريةُ الصُهيونيةُ الظالمة، ولن تحقِّقَ أهدافَها، فالله ناصرٌ عبادَه، ولو بعد حين، وسيتحرر الأقصى وفلسطينُ كلُّها، بإذن الله.
ليستِ العلياءُ دوماً قمَّةً *
قد ترى العلياءَ في وسْط (النفقْ)
كم أتتْ بالعار فينا (قممٌ)*
ومن الحفرة كم نَصْرٍ برَقْ
والمسافاتُ التي قاسوا بها *
جعلوا الصفرَ له فيها الألَقْ
ربَّما الطوفانُ أحيا أمّةً *
ليس حتماً كلُّ طوفانٍ غرقْ
ينطقُ الناسُ كثيراً إنَّما*
. ناطقُ القسامِ أزكى مَن نطقْ
أيُّ قومٍ أنتمُ في أرضِنا *
مَن سواكم برضى المولى أحقْ؟!
إن أردتم دروساً عميلةً في العقيدة، فانظروها في غزة؛ تسليمٌ لقضاءِ اللهِ، وإيمانٌ تامٌّ بالقدرِ خيرِه وشرِه من الله.
فيها للحياةِ دروسٌ، وللموتِ أحوالٌ، وفيها مبعثُ البطولةِ، ومَنْبَتُ الرجال.
وإن أردتم دروساً تطبيقيةً في الفقهِ، ففي غزَّةَ ما يكفي ويشفي؛ يتيمَّمونَ لقلةِ الماءِ أو لعدمِهِ، ويُغَسَّل شهيدُهم بدمِهِ، ويُكفَّنَ بعزَّتِهِ، ويُدفنُ حيثُ انتهى به القصف.
يُصَلُّونَ جمعاً ربَّما، وصلاتُهم صلاةُ مودَّعٍ أو مودِّعٍ، وصيامهم حتماً، وليسَ تطوُّعا؛ فإنهم صائمونَ إلى حين.
أما دروسُ القرآنِ وتلاوتِه، فهم يقرؤونهَ بحقِّه ومستحَقِّه، ويمدُّونهُ على قدرِ الألمِ، ويتغنونَ به على قدرِ الأملِ، ويُلهَمُونَ استحضارَ آياتِهِ كأنَّها للتوّ أنزلتْ!
أما التزكيةُ والرقائقُ ففي غزَّةَ تُرى رَأيَ العين؛ حمداً لله، وثناءً على الله، ورضىً عن اللهِ لا يتزعزع، نفوسٌ مطمئنَّةٌ، وعلى المتخاذلينَ لوَّامة، وعلى العدوِّ أمَّارةٌ بالسوء.
أما دروسُ الأخلاقِ فقد جسَّدوها واقعاً عملياً؛ ففيها يحنو الجارُ على الجارِ، والكلُّ فيها مهاجرونَ وأنصار،
شركاءُ في القضيةِ، وشركاءُ في الثَّأرِ، سَمْحَةٌ وجوههم، صادقةٌ مشاعرُهم، عزيزةٌ وقفتهم، جليلةٌ أفعالُهم.
وإن ذُكر الطِبُّ؛ ففي غزَّةَ صورةُ الرازي وابنُ سِينا، يبذلون الوُسعَ وكانَ اللهُ لهم معيناً.
العينُ البصيرةُ، واليدُ القصيرةُ، لم تُغفِلٍ علمَ ابنِ الهيثم، فأبصرت الحقائق وصورتها للعالم، غزَّةُ كتبتْ التاريخَ بمدادِ التضحياتِ، فتعجَّبَ الرُّواةُ والرِوَايَات.
وأمَّا جغرافية غزةَ، ففيها البَّرُ والبحرُ، والسَّهلُ والجبل، وهواؤها على أهلِها نسيمٌ، وعلى الغزاةِ جحيم.
وفوقَ ثرى تربَتِها وتحتَهُ العزَّةُ لسكانِها، ومقبرةٌ لغزاتها.
أما الصناعةُ في غزة فقد صنعتْ دَرْبَ حريَتِها، في حينِ غَرِقَ الآخرونَ في الذلِّ والتبعيةِ والهوان، وصنعت نشيدَ عزَّتِها، في حينِ عَزَفَ الآخرونُ أغاني القِيَان.
صنعتْ حياةً في زمنِ الموتِ، بل صنعت من الموتِ حياةً!
غزة اليوم عَلَّمَتِ العالمَ معنى الإباء؛ فإذا ما تَحَدَثتْ، فليُنصِتِ الجميعُ دون استثناء.
يا من يظنُّ بأنَّ غزةَ خائفهْ
حرِّرْ ظنونَكَ من قيودِ العاطفهْ
وانظُر بعينِ الحقِّ دونَ ترددٍ
سترى يقيناً أنَّ غزَّةَ واقفهْ
أبداً فغزةُ لن تخورَ وتنثني
لمزاعمٍ هيَ في الحقيقةِ زائفهْ
العزُّ غزةُ والعزيزةُ دائماً
تأبى الخنوعَ وبالشَّجاعةِ ناكفهْ
يا شلَّةَ الأنجاسِ لا تتعجَّلوا
لفنائِكم فسيوفُ غزَّةَ حاتفهْ
أوَمَا كفاكم بأسُ طوفانٍ سرى
فأهَالكم وبدى لكم كالرَّاجفهْ
فاتَ الأوانُ ولم يعد لمقامِكم
شأنٌ ولا للقُوَّةِ المتحالفهْ
قد أنصفَ التاريخُ غزةَ أنَّها
لغرورِكم والوهمِ كانت ناسفهْ
يقولُ أعداءُ غزَّةَ: نحنُ نقاتلُ عدواً يفرحُ إذا قتَلَنَا ويفرحُ إذا قتَلْنَاه، فالموتُ في كلِّ حالٍ لا يخيفُهُ كيفَ ننتصرُ عليهِ؟؟!!
شعارُ أبطالِنا:
إنَّ الحَذَرَ لا يُغْني مِن القَدَر، وإنَّ الصَّبْرَ مِن أسْبابِ الظَفَر، المنيَّةَ ولا الدَّنيَّةَ، واسْتِقبالُ الموْتِ خَيْرٌ مِنِ اسْتِدبارِه، إن جيلاً زرعتهُ يدُ اللهِ لن تحصُدَه يدُ البشر.
كانت غزوة تبوك خمسين يوماً، وسمّاها اللهُ في كتابِهِ “ساعة العسرة”.
يقول البقاعي رحمَهُ اللهُ في تفسيره: وسمّاها اللهُ ساعة؛ تهوينًا لأوقاتِ الكروب، وتشجيعًا على مواقعةِ المكارهِ؛
فإنَّ أمَدَها يسيرٌ وأجرُها عظيم.
عذراً فلسطينُ إنَّ القلبَ قد فُطرا
ماذا يقولُ على أحوالِكِ الشُّعَرا
هذي فلسطينُ بينَ الدمِّ غارقةً
فابعثْ لها خالداً يا ربِّ أو عمرا
يحرِّر المسجدَ الأقصى وقبتَّهُ
فإنَّهُ في يدِ الأعداءِ قد أُسِرا
والطفْ بغزَّةَ واحفظْ أهلَها فلهم
حقٌّ علينا فأبعدْ عنهمُ الخطرا
اللهمَّ إنَّ أهلَ غزَّةَ آمنوا بقولك: “كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين”.
ووثِقوا بوعدك: “وكانَ حقًّا علينا نصر المؤمنين”.
ورَكَنوا إلى معيتك: “إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون”.
فحقَّقْ لهم ما آمنوا به من الغلبةِ معَ القلَّةِ،
وأنجزْ لهم وعدَكَ بالنَّصرِ على الكثرةِ،
وأنزلِ السكينةَ عليهم،
وافتحْ لهم فتحاً ونصراً قريباً، إنَّك أنتَ العزيزُ الحكيم.
أنتَ المغيثُ لِمَن مَاتَت عزائِمُهُ
أنتَ الرَّحِيمُ بِمَنْ قَدْ هَدَّهُ التَّعبُ
واعلموا علمَ يقينٍ، وحقَّ يقينٍ، وعينَ يقينٍ، أنَّ اللهَ قال وهو أصدقُ القائلين: ﴿سيُهزم الجمع ويولون الدُّبُر﴾
﴿وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ ٱلۡغَٰلِبُونَ﴾
﴿إِنَّ اللَّهَ يُدافِعُ عَنِ الَّذينَ آمَنوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوّانٍ كَفورٍ﴾
﴿وَمَا النَّصرُ إِلّا مِن عِندِ اللَّهِ العَزيزِ الحَكيمِ﴾
فالنصرُ منَ اللهِ، والتوكلُ على اللهِ، والثقةُ بالله،
فهذا سيف الله خالد بن الوليد يقول لأبي عبيدة رضي الله عنهما في اليرموك:
“إن كنا نقاتل بالكثرة والقوة، فهم أكثرُ منّا وأقوى علينا، وما لنا بهم طاقة، وإن كنا إنما نقاتلهم بالله ولله، فإن جماعَتَهُم ولو كانوا أهلَ الأرض جميعاً ما تُغني عنهم شيئًا”
يا ربِّ غزةُ تشكو كن لها سندا
واكتبْ لها النَّصرَ في هامِ الذُرى أبدا
والطفْ بأطفالِها وارحمْ دموعَهُمُ
فالعالَمُ اليومَ يا ربَّاهُ قد جحدا
صوتُ الثَّكالى يشقُّ الأرضَ نسمَعُهُ
لكنَّهُ ارتدَّ فوقَ الهائمينَ صدى
أطفالُ غزَّةَ تحتَ النَّارِ قد هلكوا
صاحوا وناحوا ولكن لم يروا أحدا
أنزلْ ملائكةً يا ربِّ تحرسُهُمْ
واجعلْ لهم بعدَها من أمرِهم رشدا
يا ربِّ أهلكْ بني صَهيونَ قد ظلموا
طغوا كثيراً إلهي أحصِهم عددا
يا الله:
يا مَنْ لهُ تعنُو الوجُوهُ وتنحَني*
أحيَاؤُهَا وجمَادُهَا وظِلالُهَا
يا مَنْ تَدُورُ بأمرِهِ أفلاكُهَا *
ورُجُومُها ونجومُها وهِلالُهَا
يا منْ بِرحمتِهِ يَدرُّ سحَابُها *
فتهيجُ منْ بعدِ الضَّنَى أَطلالُها
اِجعِلْ لنِا مِنْ كلِّ همٍّ مَخْرجاً*
واعْمُرْ قُلوباً في رَجِائِكَ فَالُهَا
وانْصُر بِفضلكَ يَا إلهي غَزَةً *
أَطفَالَهَا ونِسَاءَهَا ورِجَالهَا
انصر إخوانَنا المرابطينَ في غزةَ العزةِ وفِلَسطينَ اللهم احمهم وثبتهم واحفظهم
اللهم إنّا نستغيثُ بكَ وقد خذلَنا كلُّ مغيثٍ من البشر، ونستنصرُكَ إذ قعدَ عنّا كلُّ نصيرٍ من عبادِكَ، ونطرقُ بابَكَ وقد أُغلِقَت الأبوابُ المرجوّة، اللهم إنّك تعلمُ ما حلَّ بهم قبل أن نشكو إليك، ربّ إنهم مظلومون فانتصر، نُشهدُك يا ربَّنا أنّ أعينَنا وقلوبَنا تفيضُ منَ الدمعِ والدَّمِ حزنًا، وليسَ باليدِ حيلة، استودعناكهم يا الله، فاللهمَّ سخِّرٍ لهم ملائكةَ السَّماءِ وجنودَ الأرض.
اللهم سدِّدْ رميَهم وصوِّبْ رأيَهم.
اللهم إنهم يجاهدون لإعلاء كلمتك، ولنصرة دينك، فأردفهم بجنودك مما نعلم ومما لم نعلم “وما يعلم جنود ربك الا هو”.
اللهم أنزل عليهم الصبر والنصر والسَّكِينَةَ.
اللهم تَقَبَّلْ شُهَدَاءَهُم واشْفِ مَرْضَاهُم.
ارْحَمْ الأُمَهَاتِ الثَّكَالى والأَرَامِلَ.
اللهم ارْحَمْ شُيوخًا رُكَّعًا وأطفالا رُضَّعًا وشَبابًا سُجَّدًا.
اللهم عَليكَ بالصَّهَايِنَةِ المعْتَدِينَ وَمَنْ وَالاهُم وسَاعَدَهُم وأيدهم ومن حاصر إخواننا في غزة.
اللهم شَتِّتْ شَمْلَهُم وفَرِّقْ جَمْعَهُم.
أرِنَا فِيهِم ءَاثَارَ وَعَجَائِبَ قُدْرَتِكَ.
اللهم احصِهِم عَدَدًا واقْتُلْهُم بَدَدًا وَلا تُغادِرْ مِنْهُم أَحَدًا.
اللهم لا ترفع لليهود رَايَةً، ولا تُحَقِّقْ لَهُم غَايَةً.
https://palfcul.org/?p=12116 رابط مختصر