15 February, 2025

غزَّةُ كفاحٌ وجراح – بقلم شتوح عثمان

في قلبِ الشَّرقِ، حيثُ تلتقي الأرضُ بالبحرِ، وتحتَ سماءٍ مليئةٍ بالنُّجومِ والأحلامِ تقفُ غزَّة؛ مدينةُ الكفاحِ والجراح.

على شواطئِها، تهمسُ الأمواجُ بحكاياتِ الأملِ والصُّمودِ، وترتفعُ أعمدةُ الدُّخانِ شاهدةً على معاركِ الحياةِ والموتِ. غزَّةُ؛ مدينةٌ تحملُ في طيّاتِها تاريخاً طويلاً من النِّضالِ، حيثُ الأطفالُ يلعبونَ بينَ الأنقاضِ، والنِّساءُ يغزلنَ خيوطَ الأملِ في قلوبِهنَّ.

في شوارعِها، تروي الجدرانُ قصصَ الجراحِ التي لا تندملُ، قصصَ أمَّهاتٍ فقدنَ أبناءَهنَّ، وأطفالٍ فقدوا طفولتَهم. ومعَ ذلكَ في كلِّ زاويةٍ وكلِّ بيتٍ؛ ينبضُ قلبُ غزَّةَ بإيقاعِ الحياةِ، يرفضُ الاستسلامَ، ويتحدَّى الظلم.

في عيونِ أهلِها، ترى بريقَ الأملِ رغمَ الظَّلامِ، وتلمسُ إصراراً لا ينكسرُ. يجتمعونَ حولَ موائدَ بسيطةٍ، يشاركونَ رغيفَ الخبزِ وكأسَ الشَّاي، ويتبادلونَ حكاياتِ الشَّجاعةِ والصَّبر.

غزَّةُ، مدينةٌ لا تعرفَ اليأسَ، تحيا في ظلِّ الحصار، تنمو كزهرةٍ في صحراءَ قاحلةٍ. تحملُ جراحَها بفخرٍ، وتنظرُ إلى المستقبلِ بعزيمةٍ لا تلين.

في ليلِها الطَّويلِ، تضيءُ نجومُ الأملِ، وفي نهارِها الصَّعبِ، تصدحُ أصواتُ الكفاح. في كلِّ ركنٍ منها، تروي الحجارةُ حكاياتِ الصُّمودِ، وتهمسُ الرِّياحُ بأغاني الحريَّة.  

غزَّةُ، كفاحٌ وجراحٌ، لكنَّها أيضاً رمزٌ للحياةِ والأملِ، مدينةٌ تنبضُ بالشَّجاعةِ والإرادةِ، ترفضُ أن تنحني، وتظلُّ شامخةً أمامَ كلِّ الصِّعاب.

رابط مختصر:  https://palfcul.org/?p=12198

Font Resize