10 December, 2024

غزَّةُ ظاهرُها كفاحٌ وباطنُها معاناة – بقلم كنزة بن دريهم.

أينَ محلُّكِ يا حبيبتي وراحتُكِ من كلِّ هذهِ المعاناةِ؟ يا غزَّةُ: أتدركينَ أنَّهُ دائمًا ينتابُني شعورٌ عندَما أرى العائلاتِ مجتمعةً معَ بعضِها؛ يملؤها الدفء والحنانُ؛ وأنتِ يا ضياءَ فؤادِنا، شتَّتوا شملَكِ وسلبوا منكِ ابتسامةَ الصَّباحِ الباكرِ، سفكوا منكِ دماءَ شهدائِكِ الصِّغارِ، ودمَّروا رجالَكِ ونساءَكِ الأحرارَ والأبطالَ، لكن يا لؤلؤةَ الحياةِ لا خوفَ عليكِ عندَ اللهِ، لأنَّكِ رمزُ دينِنا الإسلامي ورايتُهُ التي ستبقى ترفرفُ إلى اليومِ الموعودِ.

اسمعي: الأممُ الإسلاميةُ كافّةً صحيحٌ أنَّها بعيدةٌ عن حياتِكِ الحربيةِ؛ لكنَّها قريبةٌ منكِ ومن فؤادِكِ دائمًا، رافعةٌ أيديها إلى المولى وداعيةٌ لكِ ولكلِّ شهدائِكِ الصغارِ والكبارِ، فاطمئنّي! سيأتي يومٌ ويبزغُ عليكِ فجرُ السَّلامِ والأمنِ، وستعودُ ضحكةُ ملائكتِكِ الصِّغارِ، وصوتُ رجالِكِ الأبطال، فواللهِ لن يهنأَ عدوُّكِ يومًا على ما فعلَهُ بكِ، واللهُ أكبرُ الشَّاهدينَ! وسيحاسبُهُ حسابًا أليمًا، لذلكَ استمرّي دائمًا، واجعلي منكِ أمَّةً يُسجَّلُ تاريخُها بالتضحياتٍ، وتُذكَرُ على مرِّ السِّنينِ والعصورِ أنَّها أمَّةٌ شامخةٌ، أبت الرضوخَ للعدوِّ، وأنَّها أرضُ السَّلامِ التي دامت رائحتُها طيبًا وعطرًا لها ولغيرِها.

رابط مختصر: https://palfcul.org/?p=13007

Font Resize