بين أنين المعاناة والأسى آلام تختلج الصدور فتدميها، أيقنت أن على هذه الأرض اليتيمة والبقاع الطاهرة شعبا عظيما لا ينكسر، صادق الموت وتوارث الأمل، شعب يقف بثبات أمام تنهيدة رشاش ممتلئ ويداعب الصواريخ الملتهبة ضاحكا للقدر المرعب.
أيقنت أن غزة واقفة تقاتل رغم الصمت والتخلي والفرجة، صحيح أن القلب باك ضرير محطم يشكو للدموع حزنه ويبث للنجوم التي فقدت بريقها حزنا لحاله همه، يتألم في صمت، يحارب ويحارب قد يتعب للحظة ويتألم أكثر لكن لن يتوقف مدام وتين فلسطين به متصلا، بل سيواري ألمه كالعادة ويعاود الوقوف والصمود بإيمان مطلق.
شعب على عاتق شخصهم هواجس الحياة تربعت فالوطن جريح ممزق، لكنهم باقون على العهد وبتراب الحرية تشبتوا، صامدون في وجه زمجرة الأعداء، هكذا علمتني حكايا شوارع غزة التي باتت أنهارا من دماء الأحبة، فمثل الكيان الصهيوني الفاقد للإنسانية والمكبل للحرية كمثل نسيج مهترئ تماما ما إن تمسه بإبرة حتى يتفسخ فلو هبت عليه ريح المقاومة العاصفة لتطاير مغادرا أرض الوطن.
بين سطور الحياة، أيقنت أن اغتيال قائد يولد قيادات أخرى ولن يزيد المقاومة سوى تماسكا وثباتا، فهم أصحاب الأمل وشعلته المنيرة.
النصر قادم لا محالة، وارتقاء رجال الأقصى هو زحمة شهداء على عتبة الفردوس الأعلى. علمتني غزة كل هذا وأكثر فيا أهل غزة أواكم الله وحفظكم وثبتكم ورعاكم ونصركم على أعداء الدين والوطن نصرا مبينا تدمع له العين فرحا.
رابط مختصر: https://palfcul.org/?p=12428