23 April, 2025

طوفانُ الأقصى – بقلم إكرام جغلال

فلسطينُ هل يهدأُ هذا القلبُ وهل يستكينُ؟ بكاكِ القلبُ وأيدتُهُ العينُ، جُروحُك غائرةٌ لن تداويها السنينُ، أنتِ هناك داميةٌ تنزفينَ وفؤادي وروحي هاهنا إليكِ مسافرانِ، كلماتي رهنُ عينيكِ تتأهَّبُ، غدت كسيلٍ عارمٍ بل طوفانًا لا ينضبُ، وحُروفي وحدَها تُرتَّبُ، ويدي تنازعُني لِتكتبَ، فهل أطمسُ ذاتي وأنسى؟! أم أُقيِّدُ كياني الذي أصبح مُتيمًا بكِ وأمسى؟! وهل أُغيِّرُ وجهتي أم أُغيِّرُ المرسى؟! أم أصمُّ آذاني عن كلامِ أبو عبيدة وعن صرخاتِ الأقصى؟! عتابُكِ ما فارقَني وما استطعتُ أن أنسى، ماذا أفعلُ إذا كلُّ الدُّروبِ إليكِ تقودُ! وقلبي أسيرٌ عندَكِ يأبى أن يعودَ! آهاتي وأحزاني، دموعي وشجوني تُراسلُكِ فهل يا مُلهمتي من ردودٍ؟ رضيتُ بالهوى يُعذِّبُني ولم أرضَ أن أراكِ تتزيَّنينَ بدلَ الحُلي قيودًا!  عاهدتُ نفسي أنني سأظلُّ أحِبُّكِ وسيظلُّ قلمي ينزفُ لكِ وسبحانَ من أكرمَني بالإيفاءِ بالعهودِ، يا دعاءَ يعقوبَ ليوسفَ ردّدتُكَ وقلبي ضريرٌ فهلَّا طرقتَ أبوابَ السَّماءِ عسى أغدو بصيرًا؟! عسى أرى جميلةَ العربِ حُرّةً وينامُ قلبي قريرًا!  فقد أهلكَني هواها وما كُنتُ بهذا الهوى جديرةً، فكلُّ ما أستطيعُ فِعلَهُ قلمٌ وحبرٌ وبكاءٌ مرير، ودعاءٌ أرفعُهُ في جُنحِ الليلِ لمن هو للمظلومِ خيرُ نصيرٍ فما لي غيرَ هذا سبيلٌ، أُفكِّرُ كيفَ أسترجِعُ روحي من هناكَ؛ فيخُونُني الفؤادُ ويعجَزُ العقلُ عن التَّفكيرِ، أُحاولُ أن أنسى قضيَّتي ولكنَّ النسيانَ في حضرتِها مستحيلٌ، فسلَّمتُ أمري وعرفتُ أنَّ حبَّها ليس اختيارًا بل مصيرٌ، فلتعلمي إذن سيَّدةَ  قلبي وأميرةَ عرشي؛ أنَّني على عهدِ الوصالِ مهما جرى، فاقبليني عندَكِ واعذري هذا الجفاءَ والتَّقصير، سيأتي يومٌ حتمًا فيهِ الرُّوحُ والفؤادُ بدلَ الأقدامِ إليكِ يسيرانِ، فهذا وعدٌ وحقُّ الوعودِ على الأحرارِ أن تصيرَ، جزائريةٌ أنا ولكنَّ قلبي في فلسطينَ أسيرٌ!

رابط مختصر: https://palfcul.org/?p=12928

Font Resize