وسقطتِ الأقنعةُ!!..
لم تكنْ تلكَ هيَ المرَّةَ الأولى التي نكتشفُ فيها حقيقةَ هذا العالم!.. حقيقةَ كلِّ شيءٍ، حقيقةَ من يدَّعونَ الإنسانيَّةَ وحقيقةَ هذا القانونِ الذي صنعَهُ إنسانٌ لا يمتلكُ من مقوِّماتِ الإنسانيةِ شيئًا، ذلكَ القانونُ الذي لا يُطبَّقُ إلّا على كلِّ من يحملُ تلكَ الهُويَّةَ، إنَّها حقيقةُ أصحابِ القرارِ، وحقيقةُ القانونِ الذي صنعَهُ قاتلٌ محترفٌ ليحميَ أولئكَ القتلةَ من سيادةِ الإنسانيةِ، فلم تكنْ أحداثُ رفح هيَ العمليةُ الأخيرةُ من نوعِها، ولم تكنْ تلكَ هي نهايةَ إعلانِ الحربِ على فلسطين؛ بل ربَّما هي البدايةَ، أو ربَّما امتدادًا لأحداثٍ أشدَّ قسوةٍ من الذي نراهُ في عالمِنا اليومَ، ربَّما هي إبادةٌ غيرُ معلَنةٍ على العالمِ الإسلامي وليسَ على الشعبِ الفلسطيني وحدَهُ فحسب، فهناك من يُبادُ بالقتلِ، وهناكَ من يُبادُ بالحرقِ، وهناك من يُبادُ من إنسانيتِهِ، وهذا ما يحدثُ الآنَ جرّاءَ هذا القانون الذي لا يمنعُ أولئكَ القتلةَ من الخضوعِ للسيادةِ الإنسانيةِ، فيقفُ العالمُ يستنكرُ المشهدَ ويُدينُهُ بأفصحِ العباراتِ، ويقفُ أيضًا صنَّاعُ القانونِ مرحِّبينَ بإجراءاتِ التفاوضِ دونَ الخضوعِ أو الوقوفِ أمامَ محاكمةٍ عادلةٍ جرّاءَ هذهِ الجرائمِ غيرِ الآدميةِ التي يرتكبُها الاحتلالُ منذُ عام 48، يقتلونَ منّا الألوفَ ثمَّ يتَّهمونَنا بالإرهابِ ونحنُ نُبادُ كلَّ يومٍ.
هذهِ كانت رسالةَ أخي من فلسطين؛ وهو يري الموتَ أمامَهُ كلَّ يومٍ، وكأنَّ العالمَ قد حكمَ على الفلسطينيينَ بالإبادةِ بهذا القانون، كأنَّ العالمَ قد تجرَّدَ من إنسانيَّتِهِ بهذا القانون، صمتَ العالمُ وبقي صوتُ أخي الفلسطيني في أذنِ العالمِ الأصمِّ: الأرضُ عربيَّةٌ وإن خلت ديارُها، الأرضُ إسلاميَّةٌ وإن تخلَّى عنها الجميعُ، فيا صنَّاعَ القرارِ حولَ العالم، يا أصحابَ الإنسانيَّةِ وما تبقّى منها في كل مكانٍ، يا أبناءَ آدمَ ويا أحفادَ محمَّد، يا أصحابَ الدياناتِ الثلاثةِ: أنقذوا غزَّةَ، أنقذوا فلسطين.
رابط مختصر: https://palfcul.org/?p=12140