24 March, 2025

صبرًا آلَ غزَّةَ – بقلم بهائي شراب

جاءَ الطُّوفانُ كفرصةٍ ذهبيةٍ للأمَّتينِ العربيةِ والإسلاميةِ ليستعيدوا وعيَهم، وفرصةٍ ليرتقوا كما يريدُ لهم الإسلامُ؛ بأنَّهم خيرُ أمَّةٍ أُخرِجَت للنَّاس.

لكنَّهم أبوا وتخاذلوا، وتركوا غزَّةَ وحدَها تصارعُ حيواناتِ الغابةِ المفترسينَ، ينهشونَها ويضربونَها يستعجلونَ لها الهلاكَ والسُّقوط.

لكنَّ غزَّةَ الإباءِ والعزَّةِ والإسلامِ والقرآنِ فاقت توقعاتِهم، وتجاوزت خذلانَهم لها، وأصبحت الأيقونةَ المقدسةَ التي ستجبرُهم على العودةِ إلى ربِّهم، وإلى انتمائِهم كمسلمينَ يشدُّ بعضُهم أزرَ بعضٍ، ويتناصرونَ معًا ضدَّ أعدائهم حلفاءِ الشَّرِّ بقيادةِ أمريكا والغربِ الصهيوني النازي، وإلى كينونةِ شخصيتِهم الربانيةِ التي اصطفاها اللهُ لهم.

جاءَ الطُّوفانُ فكشفَ عوراتِ الأمَّةِ النائمةِ التائهةِ الضائعةِ، وفضحَ المنافقينَ فيها الذينَ يرجفونَ في المدينةِ، وأسقطَ قداسةَ الأصنامِ الذين يحكمونَها ويتداولونَ سلبَها وتهميشَها لصالحِ أعداءِ اللهِ ورسولِهِ، وأعداءِ أوطانِهم وشعوبِهم.

جاءَ الطوفانُ نعمةً لمن يريدُ وهو يرى عجائبَ اللهِ وابتلاءاتِهِ الصعبةِ للفئةِ المؤمنةِ المرابطةِ المجاهدةِ الصَّابرةِ الثابتةِ في غزَّة.

كما جاءَ نقمةً على أعداءِ اللهِ من حكَّامٍ وأنظمةٍ؛ لا ترى الشَّرفَ والكرامةَ والحياةَ إلا في ذلَّتِهم وخنوعِهم، وهم يلتحفونَ الولاءَ للأعداءِ والسيرَ في ركابِهم كأذيالٍ وعبيدٍ وخدمٍ حقيرينَ للغربِ الحاقدِ على كلِّ ما هو عربيٌّ وإسلامي.

شكرًا للطوفانِ لأنَّهُ جاءَ بعدَ طولِ انتظارٍ! وجزى اللهُ عن الأمَّةِ خيرًا الأبطالَ الميامينَ الذي فجَّروا الغضبَ والثَّورةَ، وأعدُّوا عدَّتَهم وخططَهم لهذا الطُّوفانِ العظيم.

رحمَ اللهُ جميعَ الشُّهداءِ الذينَ ارتقَوا، ونحسبُهم معَ النَّبيينَ والصِّدّيقينَ والشُّهداءِ والصَّالحينَ في الفردوسِ الأعلى وحسنُ أولئكَ رفيقا.

صبرًا آلَ غزَّةَ صبرًا، فإنَّ موعدَكم إحدى الحسنيين! النَّصرُ أو الشَّهادةُ، وكلاهما واللهِ خيرٌ لمن آمنَ وصدقَ اللهَ في رباطِهِ وثباتِهِ وصبرِهِ وجهادِهِ.

والله أكبرُ فوقَ كيدِ المعتدين.

رابط مختضر : https://palfcul.org/?p=14218

Font Resize