أنتِ يا أمُ كلَّ العرب.
أنتِ الفقيرةُ اليتيمةُ الأرملةُ الثَّكلى.
أمَّ الشَّهيدِ والجريحِ والأسيرِ والمفقودِ.
عندَما يكونُ المحتلُّ في بلدٍ، وعلى مدى كلِّ عصورِ الاحتلالِ، يكونُ الفسادُ وتكونُ المرأةُ لقمةً سائغةً في يدِ المحتلَّينَ، حيثُ ينتشرُ الفقرُ والحاجةُ، فتُضطَّرُ المرأةُ الأرملةُ الفاقدةُ الوحيدةُ لبيعِ أنوثتِها وشرفِها، إمّا لحاجتِها أو لإطعامِ صغارِها أو لأيِّ مسوِّغٍ قد يكون.
في فرنسا، في ألمانيا، في أغلبِ البقاعِ التي تعرَّضت للاستعمار، كانت ملاهي الليلِ تغصُّ بالنِّساءِ في الشَّوارعِ وبينَ الأزقَّةِ، فقد أجبرتهنُّ الحاجةُ أو اللا حاجةُ للتخلّي عن شرفِهنَّ وأنوثتهنَّ.
إلّا في غزَّةَ!! فكلُّ شوارعِها سيُطلَقُ عليها بعدَ حينٍ شوارعُ الشَّرفِ؛ شوارعُ العزِّ والكرامةِ.
ثبتت أُمُّنا، وثبتت أختُنا، فكانت تُقدِّمُ نفسَها لخالقِها لحافظِها بأنّها شهيدةٌ.
يا طهرًا في زمنٍ قلَّ فيهِ الطُّهر.
يا غصنَ الزَّيتونِ الشَّامخِ في زمنٍ انحنت فيهِ رجالٌ وشيوخٌ وهيباتُ دول.
يا من صبرتِ وتحمَّلتِ، فلم تنحني رغمَ المصيبةِ والذُّلِّ والهوانِ والجوعِ والعطشِ والبردِ والحرِّ!! …
ليسَ هناكَ شوارعُ في كلِّ هذا العالمِ سيُطلَقُ عليها شوارعُ الشَّرفِ إلّا هناك.
فما زالَ المحتلُّ يمشي في تلكَ الشَّوارعِ خائفًا مرتعبًا من زلزالٍ سمَّيتُهُ أنا المرأةُ الفلسطينية. وستُجرَفُ كلُّ الشَّوارعِ، وستُعبَّدُ تلكَ الشَّوارعُ بالكرامةِ والاحتسابِ والصَّبرِ والشَّهامة.
فهنيئًا لكِ وهنيئًا لنا بكِ.
رابط مختصر: https://palfcul.org/?p=12365