في قلبِ مدينةِ غزَّةَ العريقةِ، كانَ هناكَ حيٌّ صغيرٌ يُدعى “حي الشيخ جراح” في هذا الحيِّ عاشت عائلةٌ مكوَّنةٌ من الأبِ يوسف، والأمِّ فاطمة، والأطفالِ: ريم، وسامي، وليلى، وبرغمِ التحديّاتِ والصُّعوباتِ التي تواجهُها المدينةُ كانَ هناكَ دائمًا شعاعٌ منَ الأملِ يُشرقُ في قلوبِ النَّاس.
وفي يومٍ قرَّرت عائلةُ يوسفَ أن تزرعَ حديقةً صغيرةً في فناءِ منزلِهم، كانوا يأملونَ أن تكونَ الحديقةُ مكانًا يجلبُ الفرحَ للجيرانِ ويعزِّزُ الرُّوحَ الطَّيبةَ في الحيِّ، وبذلَ الأبُ جهدًا كبيرًا في زراعةِ الزُّهورِ والخضرواتِ، وشاركتِ الأمُّ والأطفالُ في هذا المشروع.
وبينَما كانوا يعملونَ في الحديقةِ ذاتَ يومٍ جاءَ أحدُ الجيرانِ وهوُ العمُّ سعيد وقالَ لهم: أرى أنَّكم تقومونَ بعملٍ رائعٍ، لكن ما رأيُكم في أن ندعوَ جميعَ سكّانِ الحيِّ إلى هذا المكانِ ونوسعُهُ لتصبحَ حديقةً للجميعِ؟
شعرَ يوسفُ وعائلتُهُ بالحماسةِ، وشعرت ريم وسامي وليلى بالسَّعادةِ لأنَّهم يستطيعونَ المساهمةَ في جعلِ حيِّهم أفضلَ لهم ولجيرانِهم، وقرَّروا أن يدعوا كلَّ جيرانِهم للمشاركة.
وجاءَ اليومُ المرتقبُ وبدأت عائلةُ يوسفَ بتحضيرِ الحديقةِ لاستقبالِ الزُّوَّارِ، جمعت فاطمةُ طعامًا لذيذًا للضيوفِ، بينَما عملَ يوسفُ والأطفالُ على تزيينِ المكانِ بالبالوناتِ والزُّهورِ، العمُّ سعيد ساعدَ في تنظيمِ النَّشاطاتِ والألعابِ للأطفال.
وصلَ الجيرانُ وإذِ المكانُ أروعُ ممَّا تخيَّلوا.. وكانوا جميعًا سعداءَ لرؤيةِ الحديقةِ الجديدةِ التي أصبحت مكانًا للفرحِ والتعاونِ، الأطفالُ لعبوا معًا، بينما جلسَ الكبارُ وتبادلوا القصصَ والضحكاتِ، كانَ هناكَ تفاعلٌ جميلٌ بين الجميعِ، ممَّا خلقَ جوًّا من الأملِ والألفةِ والوحدةِ.
وفي نهايةِ اليومِ تجمَّعَ الكلُّ حولَ شجرةٍ كبيرةٍ في وسطِ الحديقةِ، كانت هناكَ لافتةٌ مكتوبٌ عليها “حديقةُ الأمل مكانُ السَّلامِ والتَّعاونِ” وقامَ الأبُ يوسفُ بإلقاءِ كلمةِ شكرٍ لكلِّ من أسهمَ في جعلِ الحديقةِ مكانًا جميلًا.
قالَ يوسفُ: لقد أثبتْنا اليومَ أنَّ الأملَ والتعاونَ يمكنُ أن يغيِّرا أيَّ مكانٍ للأفضلِ عندَما نعملُ معًا وندعمُ بعضَنا بعضًا، يمكنُنا بناءَ أشياءَ رائعةٍ حتّى في الأوقاتِ الصَّعبة.
وبكلمةِ النِّساءِ أضافت فاطمةُ: هذهِ الحديقةُ ليست فقط لنا وإنَّما للجميعِ بما فيهم الطيورُ والحيواناتُ، وهي رمزٌ للأملٍ الذي نحملُهُ في قلوبِنا، فلنواصلِ العملَ معًا لنحقِّقَ السَّلامَ والسَّعادةَ في حيِّنا.
وفي نهايةِ اليومِ عادَ كلُّ واحدٍ إلى منزلِهِ محمَّلًا بذكرياتٍ جميلةٍ وأملٍ جديدٍ، أدركوا أنَّ العملَ الجماعيَّ والمحبةَ يمكنُ أن يكونا قوةً قويةً في مواجهةِ التَّحدياتِ، وقد أصبحت حديقةُ الأمل رمزًا للوحدةِ والأملِ في حيِّهم.
ومنذُ ذلكَ اليومِ، استمرَّ سكّانُ حيِّ الأملِ في العملِ معًا لتعزيزِ الرُّوحِ الإيجابيةِ والتعاونِ في مجتمعِهم، حاملينَ معهم رسائلَ الأملِ والسَّلامِ لكلِّ مَنْ حولَهم برغمِ الاحتلالِ وبرغمِ الحروبِ والقتالِ بينَ حينٍ وآخر!
رابط مختصر: https://palfcul.org/?p=13004