شعورُ حسرةٍ وليس حسدًا!!
عندَما تنظرُ حولَكَ؛ ترى أحلامَكَ تتراقصُ على رموشِ أعينِ الناسِ بخفةٍ وحياءٍ، ولكن عندَما تقتربُ من رموشِ أعينِكِ تُفقدُكَ النُّورَ وتُلقيك إلى عتمةِ الأعداءِ.
هل ستكونُ فلسطينُ قبلَ السابعِ من اكتوبر كبعدِهِ؟!
هل انتهتِ الحربُ من ساعةِ بدئِها وحالفَ النصرُ الشعبَ الفلسطيني أم لم تبدأْ بعدُ؟
يضجُّ الإعلامُ ببثِّ أفعالِ المقاومةِ الجبارةِ التي تسللت للعدوِّ برًّا وبحرًا وجوًّا، وقتلت من أعداءِ اللهِ واعتقلت منهم بما يكفي.
حتمًا نصرُ اللهَ أتى!
ولكن بعدَ ساعاتِ الانتصارِ انقلبتِ الموازينُ كانقلابِ السحرِ على الساحر!
جُنَّ العدوُّ كجنونِ الذئابِ؛ وبدأَ يغرسُ مخالبَهُ في كلِّ مكانٍ ثأرًا للعار الذي لحِقَ بهم، وردًّا على عمليةِ طوفانِ الأقصى أعلنوا عمليةَ السيوفِ الحديدية!
وهنا بدأت الحربُ بينَ البشرِ والكلابِ!!
…
هل يتحمَّلُ قلبٌ ضعيفٌ ضرباتٍ متتاليةً؟!
هل تختارُ الموتَ معَهم أم تركضُ وراءَ أحلامِها؟!
بهتت ملامحُنا ونحن ننظرُ لأحبابِنا وملابسِهم الغارقةِ بالدِّماء!
أن يقتربَ الموتُ منكَ لدرجةِ أنَّهُ اختطفَ أحبابَكَ، والحياةُ تقلَّصت أمامَ عينيكَ وأنتَ تنتظر!!
شعورٌ لا يتحملُهُ جبلٌ وصخرٌ فما بالُكَ بإنسانٍ من دم ولحم؟!
…
رصاصةٌ واحدةٌ صغيرةُ الحجمِ تفعلُ كلَّ هذا!!!
رصاصةٌ واحدةٌ تُنهي حياةَ أحبابِنا في لحظةٍ!!
رصاصةٌ واحدةٌ قتلت ملجأَنا مرَّةً واحدةً!!
من يُعيدُ الحياةَ لقلوبِنا بعدَهم، ومن يطفئُ نارَ أرواحِنا بعدَهم؟!
…
مضت أوَّلُ ليلةِ فراقٍ للذَّةِ حياتِها مع قلبِها المتحطَّمِ، تنتحبُ وسطَ مساكبِ الدُّموعِ، تَرثي أمَّها أم تَرثي أخاها أم تدعو بالرَّحمةِ لأبيها؟ رحلوا جميعَهم إلى السَّماءِ وتركوا الشَّوقَ يكوي قلبَها!
نارُ حنينِها لن تُطفئَهُ السنينُ ومشاغلُ الحياةِ.
أن ترحلَ العائلةُ وقلبُكَ؛ وتُترَكَ روحُكَ الطاهرةُ وحيدةً كوردةٍ بين الأشواكِ، كلَّما هبّت نسمةٌ خدشتْها حتى تمزّقت ببطءٍ، شعورٌ مُميت!
…
الغاراتُ العنيفةُ تُصيبُ الأماكنَ وتُلونِّها بدماءِ الشُّهداءِ!
المناشيرُ تغزو مرَّةً أخرى السَّماءَ ولكنَّ المضمونَ مختلفٌ!
العدوُّ يأمرُ بالإخلاءِ والنُّزوحِ إلى الجنوبِ.
لم يكتفِ العدوُّ بالرحيلِ من منطقةٍ واحدةٍ، فالأسودُ الحاقدةُ عندَما تثورُ تُدمِّرُ كلَّ شيءٍ!
أنُسلِّمُ الدِّيارَ لهم بهذهِ السُّهولةِ كأنَّهم أصحابُها؟
بعدَ كلِّ المجازرِ والدَّمارِ والشُّهداءِ والدِّماءِ نرحلُ؟!
الكثيرُ خافَ الفقدَ فعجزَ ورحلَ منَ البدايةِ، ولكن هناكَ من صمدَ وعزمَ ألّا يتركَ الأرضَ سُدًى، وكانَ شعارُ من بقيَ: (باقونَ ما بقيَ الزَّعترُ والزَّيتونُ)
رابط مختصر: https://palfcul.org/?p=12901