10 December, 2024

باعوكِ يا غزة – بقلم أسامه القيسي

باعوكِ يا قبلةَ الجهادِ، ومركزَ الصُّمودِ، ويا أرضَ الأحرارِ، باعوكِ ليشتروا لأنفسِهم الذُّلَّ.  

باعوكِ كما باعَ إخوةُ يوسفَ أمانتَهم بثمنٍ بخسٍ، لكنَّهم لا يعلمونَ أنَّهم باعوكِ ليشتريَكِ اللهُ.  

باعوكِ كما باعوا كرامتَهم، وأصبحوا يعيشونَ أذلّاءَ النُّفوس.  

باعوكِ يا شمسَ الحريَّةِ، ليقتاتوا في ظلامٍ دامس.

       باعوكِ يا غزَّةُ؛ يا نبضَ الأملِ وجرحَ التَّاريخِ، حيثُ تتعانقُ الأرضُ معَ السَّماءِ في صمودٍ لا يُقهر. في كلِّ زقاقٍ، قصَّةٌ تُروى، وأحلامٌ تُدمَّرُ، ولكنَّ روحَكِ لا تزالُ تتلألأُ كنجمةٍ في الليلِ الدَّامس.

    باعوكِ يا غزَّةُ، لكنَّكِ لم تبيعي نفسَكِ رغمَ الآلامِ والمعاناةِ، كنتِ وستبقينَ رمزًا للمقاومةِ. صبرُ الشَّعبِ هناكَ هو دروسٌ في الإصرارِ، وكرامةٌ لا تعرفُ الانحناء. 

    يا غزَّةُ؛ في كلِّ قذيفةٍ تسقطُ، وفي كلِّ دمعةٍ تنهمر، هناكَ قلوبٌ تتعهَّدُ بالثَّباتِ، تتعانقُ فيها الأجيالُ، وتمتدُّ الجذورُ عميقًا في الأرضِ، لتؤكِّدَ أنَّ حبَّ الوطنِ لا يموتُ، وأنَّ الحقَّ سيعودُ.

     باعوكِ يا غزَّةُ، لكنَّكِ في قلوبِنا، في ذاكرتِنا، وفي كلِّ صرخةٍ تنادي بالحريَّةِ. ستظلّينَ حكايةً تُروى، وملحمةً تُكتَبُ، لأنَّ إرادةَ الشَّعبِ لا تُباعُ ولا تُشترى.

رابط مختصر :https://palfcul.org/?p=14180

Font Resize