وعندي الفجراستيقظنا على صوتانفجار، يا الله! إنه نارا هائلة، أكلت كلوة، وحطمت كل، ومحت آثار كل، أين، المدرسة التي كانت على بعدأمتار من بيتنا؟! لقد كانسكنها اللاجئون، يا لقسوة القلوب! توضَّأنا وصلَّينا وابتهلنا وبكينا بين يديِ اللهِ، وشكونا لهُ حالَنا، وكيفَ أنَّ العدوَّ الصهيونيَّ الذي يستمدُّ قوتَهُ من أمريكا ويساندُهُ ويؤازرُهُ كلُّ أعداءِ الإسلامِ تعدَّى على كلِّ شيءٍ جميلٍ في غزَّة، يقتلُ العزَّلَ ويتسلطُ على الأطفالِ والنساءِ والشُّيوخِ، يهدمُ المنازلَ والمدارسَ والمساجدَ، ربَّاهُ! ليسَ لنا سواكَ نستمدُّ قوتَنا منكَ، يا ربِّ إما النصرُ أو الشهادةُ، اللهمَّ قوِّ عزائمَنا وانتقمْ من عدوِّنا، استلهَمْنا رشدَنا، وتزوَّدْنا بزادِ الإيمانِ الذي يبعثُ في القلبِ الطمأنينةَ، وكأنَّ ماءً باردًا سُكِبَ على قلوبِنا الساخنةِ بالجراحِ فشُفِيَت تمامًا، الحمدُ للهِ على نعمةِ الإسلامِ وكفى بها نعمة، ذهبْنا لنلقيَ نظرةً على الحريقِ الذي انتشرَ وعلا دخانُهُ ليزيدَ الأجواءَ ظلمةُ، ورغمَ الظُّلمةِ والظَّلامِ والظُّلمِ إلّا أنَّ شعاعَ الإيمانِ يُضيءُ القلبَ، نظرْنا؛ فإذا بنا نرى أشلاءً محترقةً ممزَّقةً مختلطةً، وآخرُ أثرٍ لكلِّ أسرةٍ كانت تحتمي بالمدرسةِ من نيرانِ العدوِّ الغاشمِ كانَ مبعثرًا، كلُّ الآثارِ مبعثرةٌ محترقةٌ مشوَّهةٌ، بدأنا في جمعِ الأشلاءِ في أكياسٍ ونحنُ نبكي! ومن تبقَّى منَ الأُسَرِ ولم يُستشهَدْ بعدُ أخذَ يبكي بحرقةٍ، كانت مشاهدَ أصعبَ ما تكونُ، وتدلُّ على عدوٍّ أحقرَ ما يكون، وعلى أخوةٍ أظلمَ ما تكون.
أرأيتما أخبيعا أخاه؟!!
أرأيتا أخا يرقص على دماءأخيه؟؟!
أرأيتى أخا يضحك ملء فيه! وأخوه يمزقوق بدمبارد من قبلعدو مجرمغاشم؟!
يا لمرارةِ الموقف!
يا لحسرة القلوب، إذ طفلٌ يصرخُ يقولُ: قتلوا أبي وأمي وأختي وأخي، والله لنشكوَكم للهِ يا عربُ.
واللهِ لنشكوَكم للهِ يا عرب.
واللهِ لنشكوَكم للهِ يا عرب.
رابط مختصر:https://palfcul.org/?p=14269