5 December, 2024

أيُّ أمٍّ أنتِ – بقلم خديجة حمدي

أيُّ أمٍّ أنتِ! وأيُّ امرأةٍ أنتِ!!

ليخرجَ من رحِمِكِ جيشٌ منَ النِّساءِ والرِّجالِ، جيشٌ كأنَّهُ مدرَّبٌ من ملائكةِ الرحمنِ، جيشٌ يمشي على خطى الصحابةِ والرُّسُلِ والأنبياءِ.

جيشٌ لبَّى النِّداءَ للشَّهادةِ والجهادِ ونصرةِ الوطنِ، جيشٌ ضحَّى بالغالي والنفيسِ، ويرفضُ أن يخرجَ منكِ أنتِ يا فلسطين.

أيُّ عشقٍ وغرامٍ وهيامٍ يكنُّهُ لكِ؛ ليرفضَ الاستسلامَ ويرفضَ أن يرفعَ الرَّايةَ البيضاءَ ويركعَ للعدوانِ وشهداءِ الزُّورِ. عشقٌ يجعلُهُ يسقطُ أرضًا لا هزيمةً بل فرحًا، مبتسمًا باسطَ ذراعيهِ مغمضَ العينينِ.

قطعوا عنهُ الماءَ فلبَّتِ الأمطارُ النِّداءَ، وأخذت تتساقطُ عليهِ فرحًا بِهِ وبمقاومتِهِ للظلمِ والعدوانِ، أمطارٌ يُحَسُّ كأنَّها أحضانٌ ربانيَّةٌ تباركُ لهُ الانتصاراتِ! وصوتُها كأنَّهُ زغاريدُ ملائكةٍ استقبالًا لأرواحِ الشُّهداءِ من الشُّيوخِ والنِّساءِ والشَّبابِ والأطفالِ.

جيشٌ رغمَ جثتِهِ المنهوشةِ وأرواحِهِ المسلوبةِ ظلَّ واقفًا قاهرًا للعدوِّ، بابتسامتِهِ المرسومةِ على وجهِهِ الموسومِ بالعزَّةِ والكرامةِ. ابتسامةٌ لم يتحمَّلْها شهداءُ الزُّورِ، ومن قهرِهم أحرقوا الجثثَ ونسوا أنَّ بحرقِها صنعوا مسكًا منبعُهُ جنَّاتُ الحنانِ، مسكٌ يفوحُ من جثثِ الشُّهداءِ، إلى المسجدِ الأقصى لينبئَ بقدومِ أحفادِ شهدائِكِ يا فلسطينُ!

أحفادٌ لا يخافونَ بردًا ولا جوعًا ولا صوتَ الرَّصاصِ والقنابلِ، والموتُ لهم شرفٌ ووسامٌ وتذكرةٌ نحوَ الجنانِ.

ومقاومةٌ تكونُ معَها فلسطينُ دولةً عربيَّةً إسلاميَّةً حرَّةً، وتبقى كذلكَ إلى أن يرثَ اللهُ الأرضَ، وكلُّ من عليها فان.

يا أرضَ المحشرِ: بِكِ تكتملُ العروبةُ ويكتملُ الإسلام وبغيابِكِ تُفقَدُ العزَّةُ ويضيعُ الإيمانُ.

رابط مختصر :https://palfcul.org/?p=12871

Font Resize