أقصاويٌّ أنا؛ وإن لم أنتمِ إلى موطنِهِ ودولتِهِ، فأنا إلى عقيدتِهِ أنتمي، وبحبِّهِ مغرمٌ وبأهلِهِ متيَّمٌ، وبمصابِهم أرتمي بينَ أنينِ الخذلانِ ووجعِ الأحزانِ.
أنا الواقفُ على أعتابِ المحطَّةِ المهجورةِ؛ في انتظارِ سكَّةِ الحديدِ المفقودةِ؛ التي ستأتي بالقطارِ البعيدِ في وعدٍ قريبِ.
ثُمَّ أنا لستُ إلّا فردٌ عاجزٌ عن الوصولِ حيثُ أريدُ أن أكونَ، ولكن في روحي قوةٌ هائلةٌ لم تستسلمْ بعدُ؛ فأنا بسلاحِ الفكرِ والحبرِ أجاهدُ، وبالسَّعيِ والحرفِ أناضلُ، ليكونَ منبري منبرَ جهادِ الكلمةِ وثقافةِ الأمةِ ووعيِ الوطنِ وإظهارِ الحميَّةِ.
أنا أقصاويُّ القلبِ والرُّوحِ، وفي كياني حُرقةُ الفراقِ والقتلِ والدَّمارِ.
أنا الدَّاعي في ليلي ونهاري، أنا ذو عزمِ وصدقِ الفتوةِ، وما لي ألّا أكونَ أقصاويًّا! وهل من عزَّةٍ غير رفعةِ أهلِهِ ونصرتِهِ؟
أنا المتأمِّلُ بنصرٍ قريبٍ وعناقٍ طويلٍ، للقبلةِ الأولى والقضيةِ الأولى.
أنا أقصاويٌّ؛ وبه أحيا ولهُ أعيشُ إيمانًا وعزمًا وقوَّةً.
رابط مختصر: https://palfcul.org/?p=12801