العَصَافِير – بقلم عبد العزيز الشراكي مشاركة ضمن موسوعة “غزة كفاح وجراح”
إِهْدَاءُ إِلَى أَحْيَائِنَا الَّذِينَ قُتِلُوا وَأَمْوَاتِنَا الَّذِينَ بَقَوْا
البَنَادِقُ مَذْعُورَةٌ مِنْ غِنَاءِ العَصَافِيرِ
حِينَ تَرَى الفُوَّهَاتِ مُصَوَّبَةً نحْوَهَا
وَالعَصَافِيرُ
صَامِدَةٌ ـ وَحْدَهَا ـ لَا تَطِيرْ …
فَهْيَ تَعْشَقُ أَشْجَاَرَهَا
وَتَرَى المَوْتَ فَوْقَ الفُرُوعِ الحَبِيبَةِ
أحْلى مَصِـــــــــــيرْ …
عَجَبًا لِلغِنَاءِ الجَمِيلِ
يُقَاوِمُ هَذَا الرَّصَاصَ الحَقِيرْ …
عَجَبًا لِلبَنَادِقِ تَسْأَلُ :
كَيْفَ إِذَا مَا قَتَلْتُ الكَثِيرَ
أتاني الكَثِيرُ الكَثِيرُ …
عَجَبًا لِلظَّلَامِ يُسَانِدُ
تِلْكَ البَنَادِقَ فِى ظُلْمِهَا
وَالعَصَافِيرُ
صَامِدَةٌ ـ وَحْدَهَا ـ لَا تَطِيرْ …
عَجَبًا لِلكَثِيرِ مِنَ النَّاسِ
لَا يَمْلِكُونَ سِوَى الشَّجْبِ
عِنْدَ اشْتِدَادِ البَلَاءِ الكَبِيرْ …
إنَّهُمْ يُغْمِضُونَ عُيُونًا تَفِرُّ
مِنَ المَشْهَدِ المُسْتَفِزِّ المُثِيرْ …
إِنَّهُمْ يَكْتَفُونَ بِضَبْطِ النُّفُوسِ
إِذَا مَا أحَسَّتْ بِوَخْز الضَّمِيرْ …
وَالعَصَافِيرُ
صَامِدَةٌ ـ وَحْدَهَا ـ لَا تَطِيرْ …
قَسَمًا ـ يَا جُيُوشَ الظَّلَامِ ـ بِرَبِّ
الوُجُودِ العَلِيمِ القَدِيرْ …
سَنَرَى الظُّلْمَ يَرْتَدُّ نَارًا إلَى أَهْلِهِ
ويحلُ محلَ الظَّلَامِ الصباحُ المنيرْ
قَسَمًا ـ يَا جُيُوشَ الظَّلَامِ ـ بِرَبِّ
الوُجُودِ سيُبْصِرُـ لَا شَكََّ ـ كُلُّ
بَصِيرْ …
هذه الصفحة “الخاطرة النثرية” مخصّصة للمشاركات والمساهمات الأدبية في موسوعة “غزة كفاح وجراح” الواردة إلى بيت فلسطين للثقافة
الرابط المختصر: https://palfcul.org/?p=9881