مساء لم يعد فيه دمي يجري
والسّماء التي تُوجِّهُ عُيونها
صوبَ أزهار الربيع خرساء ، مبهورة ،
ومُحتشِمة بجلباب السكون .
الشّمس مدينة مفتوحة
على المستقبل غير المتناهي ،
نامت تحت أهدابها الفراشات .
القمر عالم مغلَق على أصحاب الكهف ،
ترتّدَُ أمامه اسئلة المسار .
رُعاة الخوف لا يحلمون .
جداول من صراخ يُسامرني
أصَص الورد تحوّل إلى حياة شاحبة
لُهاثي يُفتّشُ عن نسمةٍ بين حدقات الياسِمين
كي أرسم إبتسامة الصباح
على صفحة السّراب المُبلّل بالأعاصير .
خلف الغُيوم تسكن أحلامي ،
وهُنالك مساءات غريقة
تُتابع ما تناثر من نسائم القمر ،
مالي على نأيَها عرجَة ،
يتكوّم ما قد جثى على راحتيّ من غمام .
اسمع الرياح تجوب في الآفاق ،
كوحي يُنادي في الغِيم ،
يبرّد حرقتي بلظى الإقتراب ،
أصرفتُ عنها النّظر ، فانصرفت
دون أن أغتنم برهتها الحالمة .
مازال يُنهكني الحنين
والعاجِزون يُرتِّلون هُراءهم في مسمعي
لم أستشعِر في رِحلتي
أني امتطي مركب العالم المجهول
وأسير على أشواكه الباتِرة ،
ذرّات غُبار ، تتناثر على مرايا الزمن
سنوات مرّت ، كدهرٍ أزلي
تجري لياليها ………………..
كزنبقة أُريد أن أقبض عليها
فتنساب بين أصابعي
سفينتي تهشّمت جنباتها
واستعصى عليّ ترميمها
ولا حياة لمن أُنادي ،
فقط حشرجة حُنجرة ، تختنق بالنشيج ،
تُحكي صدى غصّة ، رحلَ بها القدر ولم تعد .
رابط مختصر: https://palfcul.org/?p=13399