يا دار عبلة – فضيل حاضر مشاركة ضمن موسوعة “غزة كفاح وجراح”
يا دارَ عبلةَ شاختِ الأحلامُ
بُحَّ النسيبُ وجفّتِ الأقلامُ
زعمتْ ربوعُكِ أنَّ داركِ أقفرت
ممّا عهدتُ ودارتِ الأيامُ
يا دارَ مَنْ أهوى أجيبي سائلاً
هل في سكوتِكِ للمحبِّ كلامُ؟
من ألفِ عامٍ كلَّما عبثتْ يدي
في ذكرياتي طارتِ الأحلامُ
بالقلبِ يا غيداءُ جرحٌ غائرٌ
وعلى الملامحِ خيبةٌ ولثامُ
وعلى محيَّايَ الذي عبثتْ بِهِ
أطلالُ ليلى دمعةٌ مِسْجَامُ
أبكي على وطنٍ يمزِّقُهُ الأسَى
عبثتْ بجرحِي عُصبَةٌ ولِئامُ
للهِ درُّكِ يا فلسطينُ اصبِري
فلقد جفاكِ الدَّهرُ والأيّامُ
وَشَدَا لِجرحِكِ مارقونَ تواطؤوا
يتراقصون كأنّهمْ أنعامُ
أممٌ يهدهِدُها السُّكونُ إلى الهوا
نِ وألفُ شعبٍ في الظّلامِ ينامُ
أينَ الخيُولُ الصّافِناتُ وأينَ من
دَكُّوا حصونَ الرُّومِ حينَ أقامُوا
هل في العروبةِ بعضُ نخوةِ فارسٍ
ينجو بصهلِ جوادِهِ الإسلامُ
هل من صلاحٍ ثائرٍ فيعيدَ
للتّاريخِ مجدًا في القلوبِ يُرامُ
ويعيدَ للقُدسِ الجريحةِ مجدَها
فيمرَّ فيه وتُعْقَدُ الأعلامُ
هل فيكَ يا بلدَ العروبَةِ خالدٌ
يغزو بسيفٍ في الصّفُوفِ هُمَامُ
هل فيكَ معتصمٌ نلوذُ ببطشِهِ
فلقد دَهَتْنَا غفلةٌ وظلامُ
من مُبلِغُ الحيّيّنِ أنّ القُدسَ بينَ
براثنِ المستَعْمرينَ تَنَامُ
وبأنَّ غَزَّةَ في الحصارِ جَريحَةٌ
تلهو بجمرةِ موتِها الأيّامُ
وبأنّ عَكَّا والخليلَ أسيرةٌ
وجنينَ تُقْهَرُ دُورُهَا وتُضَامُ
في كلِّ زاويةٍ وركنٍ موجعٍ
طفلٌ على صوتِ البكاءِ ينامُ
وأنينُ ثكلى ليسَ دونَ صراخِها
إلّا شعوبٌ في الكهوفِ نِيامُ
ونُواحُ أَيْمٍ أو صراخُ رضيعةٍ
تحتَ الرُّكَامِ دماؤها وعظامُ
صُوَرٌ تلوّنُها الدّمَاءُ وصرخةٌ
أصغتْ لها دون الأنامِ أنامُ
فلتصبري أمّاهُ ما أقسَى النّوَى
وأشدَّ جرحَكِ ليتَهُ يلتَامُ
عبثتْ بنا أيدي اليهودِ وأرهقتْ
هاماتِنا حربٌ عليكِ قتَامُ
فلتعذري وهَنَ العُروبة أُمَّنَا
بدمائِنا قد صاغهُ الحُكَّامُ
فلعلَّ فجراً سوفَ يأتي باسماً
ويمرُّ فيكِ على السُّفُوحِ غمامُ
وتطيبُ ساحاتٌ غدتْ مأسورةً
ويطيرُ فيها للسّلامِ حمامُ
فإليك ألفُ يَمَامةٍ تطوي المدى
وعليكِ من قلبِ المُحِبِّ سلامُ
https://palfcul.org/?p=10186 رابط مختصر